Monday, September 18, 2006

حكايتي مع الوطن

"من أراد أن يتعلم حب الوطن وترابه، فاليذهب إلى الجنوبيون في لبنان " خولة مطر لدى عودتها من لبنان
تلك الكلمات نقلها الزميل حسين خلف، وهي تختصر مسافات لما أريد أن أعبر عنه
في جلسة عامة مع بعض الاصدقاء حول كيفية الاستفادة من حزب الله وخطاب السيد أبو هادي في إسقاطاته في البحرين ، تركزت مشاركات الموجودين حول التثوير والتعبئة والمقاومة وأساليبها
لكنني قلت لهم، ليتنا نتعلم حب الوطن من خلال خطاب الحزب او خطاب السيد أبو هادي حفظه الله
كم مرة يكرر لبنان، كم مرة تكون رسائله إلى لبنان، وهو العالم بكارزميته التي بدأت تطغى على كل رمزية في الوطن الإسلامي فضلا عن العربي
هذه هي الحكاية
حكاية محب لوطنه، محب لبحرينه الغالية، محب لترابه، محب لهوائه، ومع ذلك هو كاره للبقاء تحت سمائه
هذا المحب يتذكر طفولته، ومنزله المهدم، يتذكر كم كان يلعب صغيرا في الطريق، لم يدخل المدرسة كما هو حال أقرانه بعد، لم يكونوا يفكرون، يفرحون عندما يكون هناك عرس ليزفوا العريس
أتذكر عودتي من المدرسة، ألقي حقائبي وأذهب إلى معلمة معصومة - التي كانت تدرسنا القرآن - لأحجز لي مكان في الزاوية، فقد كنا نتشاجر على تلك الزاوية من يحجزها، في ظل وجود فتيات الديرة الذين يتكتلون في الزوايا الثلاث الأخر، معلمة معصومة ماتت في نفس العام الذي توفي فيه السيد الإمام الخميني
انتهي من المعلم لأبدأ في الرحلة اليومية لتجميع المعادن، لنبيعها آخر الأسبوع، لنحصل على خمسمئة فلس، أو دينار، نعتقد أننا أغنياء عند ذاك، نفرح بها، كان ذلك بدون علم أهلي لأنهم كانوا يرفضون ذلك
ماذا أقول أكثر
رفض اهلي شراء "عربانة" لكي أذهب أحمل في السوق، لم يكونوا يريدون لي هذا المنطلق أبدا،
ذلك اليوم الذي تعودت اختي ان ارفض إيقاظها لي صباحا، لم يكن يشفع لها إلا أن أخبرتني "أكو الخميني مات" مكاني، ذهبت إلى الصالة، أبي، وأبناء عمي جالسين حول الراديو يبكون،وصوت الصفارة المشوشة تلعلع لتحجب هذا البث الإذاعي
أكبر أكثر وأهيم في براري الوطن، أتعلم في الإعدادية إحترام كبار السن، بعد أنضربني زميلي وصديقي لاني رفعت صوتي على رجل كبير
الذهاب إلى درس المسجد كان بحد ذاته مغامرة، أمام القبضة الأمنية الشديدة، في ذلك الوقت،
هناك نميت، هناك ترعرعت
هناك في الفريق الجديد ، أو فريق البواليع، بين الاصدقاء، نلعب ونلهو في الساحة، او نمضي للبر، ونسترق السباحة في إحدىالبرك الإرتوازية في غياب راعيها
هناك في مسجد الانوري تلقيت علومي الدينية
هناك انطلقت الانتفاضة وتواصلت من خلال قرية الديه
هناك يا وطني كنت معك وكنت لا تعرفني
نعم
هل عرفت كم أحببتك وكم أحبوك، هل عرفت كم كان حبك يكبر في داخلي، وكم كان حبنا يضيع في زحمة العالم الجديد الذي بدأ يتشكل
عالم لا أحب الحديث عنه، فهو يأخذني بعيدا عنك
كنا نكبر، وكنت تكبر، عبر الدفن، عبر التشعب، ولكنا كنا نكبر في حبك، نكبر من خلالك، نكبر فيك وتكبر فينا، فهل كبرنا لديك
كنت بملئ الإرادة تسير نحو التغريب، يغربونك وأنت صامت، يشوهونك، يعيدون تشكيلك، كل شيء فيك أصبح مختلف، حتى طباعنا، تقاليدنا، اصبحت غائبة عنا
والآن بعد أن بدلت
بعد أن غيروك
تسألني لماذا أقول لك "كس أمك يا وطن" وكأنك لا تعرف
فترسل البعض ممن لازال مغرورا فيك ليهاجمني في هذه الكلمة
هل حافظت على الوداد بيننا، هل حافظت على علاقاتنا، أم ارتميت في أحضان التشكيل الجديد لتطلب بعد ذبك أن أحبك، لقد أحببتك بشكل ما، أما وقد غيرت شكلك بملأ إرادتك وغربتك، فإنه لا قدرة لي إلا على حب الماضي، والاستغراق فيه، وتركك لما تحب من الحاضر
هناك موعد، عندما تفشل يا وطني
في هذا الاستغراب
عندها أتمنى أن لا تلومني عندما تتضح الصورة وأنا أصرخ في وجهك
كس أمك يا وطن

1 comment:

Anonymous said...

Just to say hello to you. I've been to Bahrain before. Nice to meet you.