Wednesday, August 31, 2005

النفاس السياسي أو التنافس السياسي

النفاس هو توصيف للمرأة بعد الولادة حيث يخرج منها الدم لمدة تتراوح بين شهر وأربعين يوما، وتمتنع المرأة فيها عن الصلاة والقيام بكافة واجباتها الشرعية من ضمنها الممارسة الجنسية ، ويقال أن الرجل لو زنى في هذه الفترة فلا يقام عليه حد الرجم لأنه محروم، والمرأة التي تعتني بالمرأة الوالدة تسمى (نفاسة) وتقول إحداها بروح أنفس لفلانة بمعنى اهتم بها فترة الولادة
ولكن النفاس السياسي ما هو ؟ في محادثة مع أحدهم عبر عنه بالتنافس السياسي ، وهو ما سنعبر عنه بالنفاس السياسي، فلكأن أحدهم من فرط الغيرة السياسية على خصمه يصبح في حالة المرأة النفاس التي قد تهذي من شدة آلام الولادة، وقد يستدعي هذا غيرة للمرأة
فتصور أحدهم يعاني من النفاس السياسي لأنه قد ولد جنينا قبيحا، ماذا يكون موقفه ؟ وهو يرى أولاد الآخرين بهم القدر الكبير من الوسامة ومدح الآخر لهم ، فالنفاس قد يأخذ بعدا آخر أيضا هنا
هذا بالضبط ما أعلنه عبدالهادي مرهون من تكوين البيت الشيعي، فهي حالة نفاس سياسي ضد جمعية الوفاق خصوصا بعد تبين أن مولوده كان قبيحا بكل ما تحمل كلمة قبح من معنى ومواليد الآخرين اي الوفاق كانت أجمل بكثير من مولوده
فهنيئا لك نفاسك، ولكن نفاسك لن يكون لأربعين يوما، بل سيستمر

Monday, August 29, 2005

العاهر

هناك سؤال ظل يراودني طويلا حول العاهرة، وهو هل أن المرأة هي دائما السلعة الباهضة الثمن التي ندفع نحن الرجال لها من أجل ممارسة الجنس معها ، وكأننا نحن الرجال فقط المحتاجون لذلك الشيء الموجود لديها وهم غير محتاجون له؟؟
لماذا لا يتم التأسيس لمهنة العاهر ، اي أن يكون هناك رجال يبيعون الهوى في الطرقات، وبمبالغ لا تقل عن المبالغ المدفوعة للنساء ، بل يجب أن يكن ضعفا لأن للرجال مثل حظ الأنثيين ، ولماذا العاهرة يجب أن تكون مؤنث، ألا نستطيع التأسيس للعاهر الذكر
لفظة العهر وهي الجذر للعاهرة مذكرة فالأولى هو تذكير المهنة بدلا من تأنيثها وعليه فهي أحق بالتذكير من التأنيث
هي لست دعوة للإباحية ولكنها دعوة لإعادة النظر في كثير من المفاهيم التي ورثناها عن العصور البائدة من أن الرجل يجب أن يتحمل نفقات المنزل ويجب أن يدفع لقاء رغباته ونزواته، وأحكامه أخشن، فإن كنا نطالب بالمساواة فحتى في المهن الغير شريفة علينا بالمطالبة بالمساواة
تخيلت للحظة أن الدولة استدعتني طالبة مني ممارسة العهر معها ولكن اختلفنا في طريقة العهر، فقالت لي علينا بممارسة العهر الجنسياسي فقلت له وقد تملكني بعض الشبق الممزوج بالخوف، فالحكم أحيانا يبدو جميلا لمن حرم الجنس لفترة ، وللأمانة أقولها إن الدولة بدأت تزغلل عيني بعرضها، فهي المرة الأولى التي تعرض علي هذه المؤنث "الدولة بصفتها مؤنثة" ممارسة العهر، ولكن التفاصيل هي من ما توقفنا عنده، فقالت لي انبطح ، قلت لها على ظهري، قالت كيف ، قلت لأكون مذكرا فعقدة الذكورة تتملكني ، فقالت ولكني الأقوى ، فقلت لها ولكنك الأنثى ، فإن أردت أن تمارسي معي فمارسي بصفتك أنثى ، فأنا لا أهين رجولتي وأذل نفسي ،
المهم طال الحديث بيننا في أحلام اليقظة ومحاولات فرض شروط والوصول إلى حلول وسط، ولكن لا حلول وسط في العملية الجنسيساسية فانا لست بشاذ لأمارس مع نفس جنسي ، أنا أعشق الجنس الآخر عشقا آخر ، عشقا غريبا في تصاريفه وتلاوينه، يجذبني إليه شبقا كعادة الرجال في مجتمعي، فأنا لست مختلفا عنهم، بل لعلي أبردهم جنسيا ، لكن جنسياسيا ،استغفر الله أن يصيبني الفتوى فهو جهاد مقدس
وبالنهاية لم تذعن الدولة ولم تذعن رجولتي فقالت يبدو أن مجال الحديث انتهى بيننا وأنها ستستخدم معي أساليبها وأن نفسها قد عافتني، فقلت لعلها رحمة من الله فكم كنت أكره العلاقات الغير الشرعية

Wednesday, August 24, 2005

الضرطة واثرها في المجتمع البحراني - 2

استمرت حالة الصراع بين المؤيدين لحق الضرطة وبين المعارضين لها ، فتم اطلاق لفظة "الضرطية " على الجماعة المؤيدين للضرطة، وإطلاق "الضد ضرطية" ضد الجماعة الغير مؤيدة للضرطة، واستخدمت في الدعوة إلى كلى الفكرين مختلف الأسلحة والوسائل ، ولم تخلو دعواتهم من عنف

انقسمت البلد واقعا إلى قسمين، واستمرت القضية في تطور ، فسعى للصلح شخص له مكانة في البلد، واجتمع مؤيدوا الضرطة مع الضد ضرطية ليتفقوا كيف ينسقوا كياناتهم ومحاربتهم للحكم مع الإصرار على تشكل كل تيار والإبقاء على ملامح كل تيار وطريقة تفكيره، وأن يتم الاعتراف به كتيار له مؤيدين ومختلف على التيار الآخر ، كان هذا الأساس الذي على تم بناء عليه عقد اجتماع الصلح وتنسيق الجهود، وكان الطرفين فعلا لديهم الرغبة في أن يطالبوا بحقوق الناس في ذلك البلد، ولكن كان همهم الاكبر هو تيارهم الذي ابتدعوه وأصبح مقدسا ، بل لازالوا يستدعون كل ما يدعم تقديسهم لتيارهم، وفي أثناء الاجتماع ، حصل ما لم يكن متوقعا، فعدا عن الضراط المتعمد من جماعة الضرطية لتثبيت حقهم في الضراط، واعتراض الضد ضرطية لتثبيت حقهم ضد الضراط، انتشرت ريح خانقة فعلا، لقد عرفوا نوعيتها، ولكنها لم تكن بصوت، إنها فسوة ، خرجت بدون أي صوت، وكان مصدرها هو الشخص صاحب المكانة، وكانت الريح فعلا قوية لدرجة أن القريبين من الشيخ أخذوا يسعلون من قوتها وطلب أحدهم فتح النافذة لتغيير الهواء كي لا يختنقوا، هنا بدأت ملامح الشك تتبادر ، فقد اعتبر الضرطيون هذه الحركة مقصودة والقصد منها اهانتهم، فهم من الدعاة إلى إخراجها بصوت فما الداعي لأن تخرج صامتة، واضح جدا أن الشخص صاحب المكانة كان يقصد إخبارهم بطريقة غير مباشرة أنكم بلا قيمة ولا اعتبار، فيما اعتبرها الجماعة الضد ضرطية انها أيضا مقصودة ، فهو أي الشخص صاحب المكانة وإن أخفى صوتها فإنه قام بنفس العمل الذي يقومون بمحاربته فكيف يجرؤ على ذلك ، كان الانزعاج واضحا لدى الفريقين والخجل بادي على صاحب المكانة ، فانفض الاجتماع على عدم الاتفاق

خرج كل فريق وهو يرتب أوراقه كيف نتعامل مع الوضع الجديد بعد إهانة صاحب المكانة، ولكن ما حدث بعد ذلك يدعو إلى القلق، فقد اجتمع صاحب المكانة ببعض الشخصيات المقربة منه لتباحث الأزمة فأشار عليه أحدهم بكتابة بيان يعلن فيه أن "الفسوة" غير مقصودة وانها حالة طبيعية للإضطرار الذي وقع فيه صاحب المكانة ، وأن يذيل بيانه بالشيخ ، ولكنها لم تستحسن من قبل البعض الآخر ففيها اشارة الى تاييد الضرطية في اضطرارهم للضراط وهذا قد يزعج الضد ضرطية، وبعد أخذ ورد تم الاتفاق على اصدار بيان عام يؤكد على ثوابت صاحب المكانة وأن يطلق عليه الشيخ وثوابته هي نفس ثوابت الضرطية والضد ضرطية

بعد اصدار البيان رد الضرطية ببيان غاضب جدا وكذلك فعلت الضد ضرطية مما اضطر الشيخ إلى أن يرد ببيان وهكذا إلى أن تشكل تيار ثالث له مؤيدوه أطلق عليه " الفسوة" ومن شعاراته لا ضرطة ولا ضد ضرطة، الفسوة تحل الورطة

وهكذا فبدلا من أن يكون الاجتماع الأخير للتوفيق اصبح لانتاج تيار آخر في المجتمع اطلق عليه الفسوة

Friday, August 19, 2005

الضرطة واثرها في المجتمع البحراني

الضرطة أي فعل يخرج من الإنسان بدون رغبة منه، حاملا ريحا كريهة وكثيرا أصواتا مميزة تصعب على جميع الآلات التقنية والطبيعية تقليدها، ونادرا ما تحمل بعض الأشياء المقرفة وهذا يقتصر على أوقات المرض

عادة ما يكون خروجها بإرادة حرة ولكنها أمام الناس تكون بدون إرادة

بالأمس وأنا أتجول في مكان عملي لاحظت المدير الكبير يقوم بتحريك سرواله عن مؤخرته وهو يحرك دبته الضخمة جدا أماما وخلفا ، فقلت كم أنه أحمق ومجنون هذا المدير ، ولا عجب فهو من بقايا القوم الحمر الذين تستوردهم بلادنا لأنها تعتقد بأنهم خبراء في شتى العلوم ، المهم مضيت في طريقي وما هي إلا خطوتين وأسمع صوتا أقسم بالله خيل لي أنه خرج من مكبر سماعات بن سلوم، في البدء حاولت أن أشكك في قدراتي السمعية طالبا منها أن تتحقق مما سمعت فليس من المعقول أن يكون مديرنا الكبير يفعلها علنا في الشركة والكل يسمعه ، ولكن هيهات أن تخونني أذني وهي التي طالما وثقت بي ووثقت بها، لقد كان الصوت الذي طالما ألفت سماعه صوت ضرطة قوية اهتزت لها آلة الكوفي ماشين وتعطلت على احسن التقديرات، وأعتقد أن بعض المجاورين لمكان الضرطة قد خنقتهم الرائحة وهم الآن يسعون إلى تقديم طلبات للانتقال من هذا المكان إلى آخر، فأثر الضرطة لدينا مما يصعب التعايش معه

خرجت مسرعا الى مديري اقول له بالقصة وفسر لي بأن هذا الأمر عادي لدى القوم الحمر ولكنه عيب لدينا، استغربت وهيهات ان ارفض معتقداتي الضد ضرطية وانتقل إلى معتقدات مع ضرطية ، وتخيلت بصورة سريعة أن هناك تياران فكريان يتصارعان في المجتمع، تيار يطالب بالحرية بدون حدود، وأن يكون له قرار في كل شيء ، في أن يزني ويشرب الخمر ويتعامل مع الأجنبي ، وقد كانت بداية هذا التيار أن احتقان حصل جراء ممارسات الدولة القمعية لهذا الشعب، وكان هناك جدل حول طرق التعامل مع هذه الدولة، فهناك من صرح بالإنقلاب وأيده واصطدموا أن الجيش ليس فيه منهم إلا القليل فعدلوا عن الفكرة وهناك من قال علينا بالتغلغل ضمن السلطة من أجل التغيير من الداخل ولكن السلطة كانت أذكى فانهار هذا المشروع وهناك من قالوا علينا بالطلب والترجي والاستجداء من السلطة الى ان تحقق مطالبنا فانتفض أحدهم قائلا لا ينبغي أن نذل أنفسنا لأجل شيء هو حقنا ، وارتفع هنا الصراخ بين انصار هذا وأنصار ذاك، فذلك قام يعلنها يجب أن نتحرر كلية من كل التبعات وان نثأر بأنفسنا بدون الحاجة لأحد أن يكون وصيا والآخر قال يجب أن تكون هناك حدود معقولة في التعامل مع السلطة ومع أنفسنا ، وهنا انفجر الأول صاحب نظرية الحرية المطلقة وأخذ يصرخ ويزبد حتى انفجر منه صوت كان قريبا من الضرطة البحرانية القروية ، هيهات أن تنسى نغمتها ونكهتها ، حتى طعمها كان واضحا أنها من مخلفات البقل وليست من مخلفات البيض المفيوح ، كان صوتها واضحا وامتزجت بخطبته النارية التي تطالب بالحرية بدون حدود فعم المكان هدوء ، إلى أن بدأ السعال يخرج من المجتمعين وهمهمات البعض وتمتماتهم، بل غمغماتهم، كلها توحي بالملل من قوة الرائحة وإقراف الصوت الذي بدا واضحا انزعاج البعض منها، فقال أحدهم بصوت جهوري خجول وكأنه اصطاد على صاحب الضرطة عيارة ، ألعن أبوها ضرطة ، وأتبعه الثاني ، حشا هذي مو ضرطة هذي قنبلة ، وأتبعها الثالث الستراوي بلهجة ستراوية قحة وييييييييييييييفففففففففففففففففففففففففففف هدويه هالريحة، ولا ريحة ازفورة عباسوا، وتتوالت التعليقات مما استغلها كبير القوم المجتمعين وحسم الأمر بالقول، لو كان فيك خير ما ضرطت،وهنا أحس صاحب الضرطة بإحراج كبير وقال وهو يحاول أن يكون خشمه لازال مرتفعا،وماذا فيها لو خرج من هذا الذي تسمونه ضرطة، في أوروبا لا مانع من الضراط وأنتم لا زلتم تقيمون الأشخاص حول ضرطاتهم وأنواعها

هنا قام أحدهم وقال هل تريد أن تؤسس مجتمعا حرياتيا بحيث تكون الضرطة مشاعا والجشوة حراما،هل هذا ما أردتم استيراده من المجتمع الغربي،الجشوة بكل ما تحمل من رقة تصبح عيبا، والضرطة بكل ما تحمل من تقزز ورائحة عفنة مشاعا مقبولا، ويبدو أن الفكرة انطلت على صاحبنا الذي صدرت منه الضرطة على غير إرادة منه، فقام على الفور بالدفاع عن حق الناس في كل شيء ومن ضمنه الضراط، فالضراط صفة طبيعية واخفائها قد يسبب مشاكل صحية

عند هذه اللحظة انقلب النقاش وانقسم الحضور بين من يؤيد فعل الضرطة ، وبين من لا يؤيدها وانشغل القوم عن التفكير قضيتهم الاساسية التي اجتمعوا عليها، وأخذ كل فريق يفلسف وجهة نظره، فالمدافعين عن الضرطة ما فتئوا يستدعون موروثاتهم ومعتقداتهم حول الضرطة وعدم وجود حرج في اصدارها، وأولئك استغلوا الطابع العام للمجتمع الذي يرفض الضرطة ، وهكذا انقسم المجتمع وانتشر الجدل بين الجميع بين مؤيد للضرطة وآخر غير مؤيد للضرطة
وتم تأليف الرسائل والكتب ، فجماعة المؤيدين للضرطة ألفوا كثيرا من الرسائل في ذلك منها حق الضرطة وحريتها، غاية المرام في حقوق ضرطة الأنام، لا تقلوا ضرطتنا ، المشاكل الصحية الناجمة عن كبت الضرطة اليومية وآخر ما تم تأليفه هو كتاب عن نوادر الضراط والمضرطين
وعلى الطرف الآخر قام الفريق المعارض للضرطة بكتابة رسائل للرد على تلك الرسائل منها ، عيوب الفكر الضرطي، وجه الشبه بين الإلحاد والضرطية، المفلسون كالمضارطين ، ضرطة عادل العالي ، كشف القناع عن بدعة الضرطة
وانشغل الفريقان كل يرد على الآخر ، وبعد ان تمركز فكر كل جماعة بين مؤيد للضرطة ومعارض لها ، تبلور فكر سياسي جديد لكل تيار ويرد على التيار الآخر بنفس الأدبيات التي يستخدمها سلفه ، فاستدل جماعة المضارطين على حقوق الأمة بحقها في الضراط واصبحت لفظة الضراط مقدسة لدرجة أن أدبياتهم كانت تذيل دائما بعبارة "البداية كانت ضرطة" والآخرون كانت أدبياتهم أيضا تذيل بعبارة "البداية كانت ضرطة" بينما كل فريق يأخذ منحاه في تفسيرها وبلورة آرائه السياسية حولها
الغريب أن الفريقان كانا يختصمان فيما بينهما حول أيهما له الحق في معارضة السلطة ، ولكنهما دائما يلجآن لها ،
انتهى الأمر الى صراع مرير بين التيارين وانجرارهما الى مواجهة بعضهما
نكمل لكم لاحقا أثر الضرطة في المجتمع

Monday, August 08, 2005

السياسة بصفتها ممارسة

السياسة هي فن الممكن حسبما أخذنا نتعارف عليه في كثير من ممارساتنا اليومية، أخذ يسالني صاحبي عن أثر السياسة فأجبته بأنها المكوّن الأساس في وجدان وثقافة الشعوب العربية والشيعية خصوصا، لكن السياسة بتعبيرنا المجازي هي عاهرة
نعم فالسياسة عاهرة يطأها الجميع، عاهرة مغناج، تزين الدين والدنيا لمن يريدها، فمنهم من يبتدع صيغ مؤقتة للزواج الحلال بها، ومنهم من ينشأ صيغ دائمة لعلاقة شرعية معها، ومنهم من يناكحها بصفة دائمة بدون وجود العلاقة الشرعية بينه وبينها ويستمر في هذه العلاقة بينه وبين العاهرة
أثناء ممارسته للعملية الجنسية مع العاهرة اقصد السياسة ، فإنها ولكثير من الأمور التي تستطيع بها التزين أمام من يريد أن يمارس معها، فإنها جميلة جدا في الفراش، لا تستطيع مقاومتها أو مقاومة إغراءاتها التي تأخذك بعيدا ، وأيضا أثناء الممارسة الجنسية فإنها تجعلك في قمة إثاراتك الشهوانية، إنها تعرف أين تلمس ومتى تلمس وكيف تلمس لكي تجعلك مشدودا إليها دائما ، إنها تعرف حتى لو حصلت مشكلة بينك وبينها كيف ترجعك عبر إغراءاتها ، لكأنها دين أنت تؤمن به يرجعك إليه كلما حصلت على تناقض بين في العلاقة بينك وبينه، أو لكأنها رب لا ملجأ إلا إليه في علاقتك معها
الغريب في السياسة وعهرها أنها تستطيع ان تمارس عمليتها الجنسية مع أكثر من شخص في نفس الوقت وبنفس الأدوات التي تستخدمها مع الجميع، هذا أمر غريب فيها ، فهي تستطيع أن تدغدغ الجميع لكي يمارسوا معها، والغريب أن الجميع يعتقدونها عاهرتهم المخلصة ، ولكنها عاهرة للجميع
تمارس معها دائما في أوقات يكون الضوء فيها خافت لدرجة البؤس، بحيث أنك ترى كل شيء فيها جميلا وكل شيء فيها مثيرا حتى تقاسيم هيئتها الرمزية، لكنك تصطدم بعد الانتهاء وأمام الضوء الواضح أن ما مارست معه عمليتك لم تكن إلا عاهرة قبيحة بدينة شمطاء وعجوز، حذرك منها الجميع ولم تحذر نفسك منها، والأنكى من ذلك أنها ستطلب أجرتها وستعطيها إياه على مضض
لذلك كنت أقول لصاحبي، أنا لا أحب السياسة، فهي تخلق العداوات وتجلب الفتن ولا تحقق للناس ما يرمون إليه، ولكني أحب ممارسة النقد الثقافي للسياسة، فهذا الفعل على الاقل اختص به وبطريقتي فيه لوحدي ، لا ينازعني فيه احد، وأقنعت نفسي أن العلاقة بيني وبين النقد الثقافي للسياسة هي علاقة شرعية لا تشوبها الأمور الجنسية
ملاحظة:
هذا المقال جزء من مقالات ساخرة جريئة فلا يجب أن يؤخذ على محمل الجد