Tuesday, January 31, 2006

قبل العريضة,, ماذا بعد العريضة؟؟؟

عرضت قناة الجزيرة عبر البرنامج الجميل "يحكى أن " قصة الثورة البرتقالية في أوكرانيا والتي استطاعت عبر ابتكارها لأساليب عديدة أن تطيح بنظام ديكتاتوري وإحلال نظام ديمقراطي محله
القصة باختصار هي أن المعارضة في ذلك البلد استطاعت أن تقنع الشعب الأوكراني بضرورة التغيير ومن ثم تدريبه على طرق التغيير وطرق التعامل في المظاهرات وضبط النفس والتعامل مع قوات الشغب، ثم بدأت في برنامج المظاهرات الألوفية لتحاصر المباني الحكومية ثم حاصرت البرلمان الذي حسم المسألة في سقوط النظام وبطريقة سلمية جدا وبدأت مرحلة جديدة في ذلك البلد
لقد ابتكر الأوكرانيون كثير من الاساليب في المظاهرات او في تاليف الأغاني، الشعب الأوكراني تعداده سبعة وأربعين مليون نسمة، من حاصر البرلمان منهم مئات الألوف استطاعوا اسقاط النظام
لكن في البحرين لا يوجد ابتكار للأساليب إلا عبر اللجان الشعبية التي استطاعت فعلا أن تستورد أساليب كانت قاسية في تعبيرها على أجهزة الحكم
الحدث الذي يحصل الآن وهو العريضة التي أعلن عنها أمام ما يقارب الثلاثة آلاف وخمسمئة شخص حسب تعداد الكراسي والتي يتوقع لها أن تكون شعبية لم تخرج عن الأطر المألوفة لدينا منذ أكثر من مئة سنة، ابتداء من عريضة البحارنة في بدايات القرن الماضي إلى عريضة الجمعيات الأخيرة
قبل التوقيع على العريضة يحق لنا أن نسأل ماذا بعدها ، وهذا السؤال ليس من قبيل تهزيم الشارع بقدر ما هو من أجل تنضيجه لكي تكون كافة الخيارات فعّالة وقوية
لو بدأنا في السؤال الغرض من العريضة؟ ما هو الغرض؟ هل الغرض دفع الأمين العام للأممم المتحدة لأخذ قضية البحرين إلى أروقة مجلس الأمن؟ هذا لا يحصل إلا إذ تبنته دولة ويبقى أن الفيتو سيد على الجميع هناك، أما أن يأخذها لوحده فهذا لا يمكن، والأمين نفسه لم يستطع أن يوقف الحكومة عن الهجوم على بيت الأمم المتحدة عند اعتصام الناشطين في داخله وكان آخر المكالمة أن الحكومة ستهجم لولا أن خرج المعتصمين بعد أن اقتنعوا بوصول رسالتهم
وإن كان الغرض من العريضة تسجيل موقف كما صرح أحد أعضاء حركة حق، فهل نحن بحاجة إلى تسجيل موقف جديد؟ ألم تكن عريضة الجمعيات تسجيل موقف وهو ما أعلنه أحد قياداتها بنفس الصيغة، فلماذا نحن نحتاج إلى تسجيل موقف؟؟
اما لو كان تسجيل موقف تاريخي فللا نبعد لحد الآن عن العريضة السابقة اكثر من ثلاث سنوات، أم أن الغرض تسجيل موقف دولي أمام الأمين العام، ولكن هل هو ما نطمح إليه؟
لم أعد مقتنعا بجدوى العرائض مع السلطة، وأميل إلى استخدام أدوات المقاومة المدنية في سبيل الضغط، فعريضة 92 اوجدت مجلس شورى، وعريضة 94 اوجدت انتفاضة الكرامة، وعريضة الجمعيات أوجدت ضعفا ووهنا في صفوف المعارضة، فما هو متوقع من عريضة 2006 ؟؟؟؟
ما أدعو إليه هو أن تكون الصورة واضحة للجميع من الموقعين على العريضة، هو ماذا بعد العريضة، ولنكن واضحين أن أقصى ما يمكن أن توصله العريضة هو تسجيل موقف وقد تكون هناك برامج أخرى

Monday, January 23, 2006

ثقافة المدخنين وثقافة المعارضين



يعتبر مجتمع المدخنين من وجهة نظري من أكبر المجتمعات تعاونا وسرعة ألفة ، فهو مجتمع واسع عريض، على امتداد هذا العالم، وبرغم الطبقية التي تسوده بين من يدخنون السكاير العادي او التبغ الفاخر، إلا أنه في مجمله مجتمع متعاون

أي مكان تسافر إليه وتحتاج إلى سيجارة أو إلى دخان فهو متوفر في كل الأماكن، لو امتلكت سيجارة ولم تمتلك ولاعة ما عليه إلا تعليقها على فمك والانتظار لبضع ثوان وأنت تتأمل في أعين الناس فترى أحدهم يأتيك مبتسما وبكل أريحية ليولع سيجارتك، وأكثر من هذا لو احتجت إلى سيجارة فالكثير منهم يتعطف عليك بالسيجارة حبا بلا منة ، برغم غلائها في أوروبا ، إلا أنها تبقى ميزة لكي يحافظ هذا المجتمع على عاداته وتقاليده

وفي السنوات الأخيرة تعرض المجتمع إلى حرب ضروس من قبل الحكومات الغربية، ابتدأت من زيادة فرض الضرائب إلى زيادة الجمارك، بغية في دفع الناس إلى ترك التدخين، لكنهم بقوا ملتزمين بالتدخين، بالرغم من كونه عادة سيئة، إلا أنهم بقوا مخلصين لمبدأهم، ولم يتأثر تعاونهم كثيرا

لكن المعارضة، هل هي مجتمع متعاون وسريع الألفة، المعارضة التي حولت قضيتها من قضية " من يقود الأمة لتحقيق مطالبها" إلى قضية " من يقود الأمة" واحتدم الصراع في هذا فقط، المعارضة التي لا تعرف أن تخرج بخطاب واحد ينبي عن أنها مجتمع متعاون، المعارضة التي تنهار أمام أول منعطف لينكسر تآلفها ، هل لها أن تستفيد من هذا المجتمع المدخن

أنت كمدخن تدخن سيجارة تدخل بها دخانا يدغدغ رئتك بحرارة ونشوة، فتنفثه في الهواء ويكون أجمل مع الهواء البارد، ولكن المعارضة، تستخدم الشعب كسيجارة تدخنه وقتما تشتهي، وتولعه بولاعة "القضايا" ليخرج معها، ولكن ما إن تنتهي من تدخين هذه السيجارة، تستريح لتخرج سيجارة أخرى

والشعب، مسكين أنت يا شعب، فكلما دخنوا فيك ، فأنت لازلت لا تعرف نفسك، أي الماركات أنت، فمرة تدخن على أنك من صنع المارلبورو، ومرة دنهل، وأخرى إل إم،ولكن لازلت لا تعرف نفسك، وليتك تعارض ولو لمرة تكرار التدخين بك، وإصرارك على أن تكون مدخنا ولو مرة واحدة، وتكون السيجارة التي تريد أن تدخنها هي قضيتك، فإما أن تنتشي بها، وإما أن تموت بسببها