Sunday, May 01, 2005

خطاب التخدير ،،بين سطور الخطاب الملكي

لفت نظري وأنا أطلع على الخطاب الملكي بمناسبة يوم العمال والمعنون أحاديث من القلب هاتان الفقرتان

والحق ان مسألة تحسين أوضاع عمال البحرين ورفع مستوياتهم المعيشية من المشاغل الأساسية لتفكيري منذ زمن، خاصة بعد أن توليت المسؤولية الأولى في البلاد.

والأخرى

وإذ أشعر بالارتياح لما توصل إليه صاحب السمو ولي العهد وفريقه من تشخيص ومعالجات لأوضاع سوق العمل في البحرين، حيث تم أقرار مبادئه بعد مراجعته لصالح مختلف الأطراف في البلاد، وسيبقى مواكباً لمتطلبات الحركة الاقتصادية في البلاد، فإني من معرفتي الوثيقة بتاريخ عمال البحرين وقدرتهم على التكيّف مع متغيرات الاقتصاد عبر عقود طويلة، منذ ركود أسواق اللؤلؤ إلى اكتشاف النفط في البحرين ثم في الجانب الخليجي الذي أصبح اليوم المصدر الأساسي للطاقة في عالمنا،

يتكلم الملك في الفقرة الأولى حول طموحه الذي دائما يكرره الملك في أمله أن تتحسن ظروف معيشة المواطن ،وأن يمتلك كل مواطن منزلا لائقا إلى غيرها من الأمور المفرحة

لكن مضمر الفقرة الثاني يوحي بما يتناقض مع هذه الأماني التي من شأنها أن تسعد المواطنين عندما يقول بأنه معرفته الوثيقة بتاريخ العمال فإنه على ثقة بقدرتهم على "التكيّف" مع مختلف الظروف جاء ذلك بعد اشارته الى جهود ابنه ولي العهد لإصلاح سوق العمل عبر عدة دراسات لعل اشهرها دراسة ماكينزي

مشروع ماكينزي يحمل الكثير من المخاوف فحسب الدراسة نفسها ستعيش البحرين في ازمة تفاوت معدلات النمو مع التضخم بفارق كبير لمدة عشر سنوات على الأقل ولعل هذا ما كان يقصده الملك في دعوته الضمنية الى العمال في أن يصبروا او بمكتوب خطابه " يتكيّفوا" مع متغيرات الاقتصاد كما تكيّفوا سابقا، بلحاظ أن التضخم يتوقع له أن يزداد كثيرا ولكن مع عدم ازدياد معدلات النمو بالنسبة للمواطن،

في الوقت الذي يشجع الجميع تحرير السوق من سلطة الدولة وسيطرتها عبر مفهوم "الرخصة" وهو موضوع سأتناوله لاحقا ولكن هذا لا يعني عدم حماية حقوق العامل البحراني وتهميشه في اصلاح سوقه بما يضره وما لا يستطيع معه ان يعيش

لعل هذا الخطاب من خطابات التخدير أسوة بعام التخدير، فهي تخدرنا بظاهر الكلام بينما مضمره يجعلنا نتخوف مما يتم جرنا إليه بدون رأينا، وسبق في عام التخدير ان تم تخدير الشعب ليوقع على الميثاق ليصحو على انقلاب على دستور عقدي والآن هل نستطيع أن نقول أن هذه الخطابات هي خطابات تخدير

No comments: