Monday, December 14, 2009

حمزوز وعلم العراق


هي ليست المرة الأولى التي التقي بحيدر والمسمى بحمزوز، ولكنه ذلك الطيب الذي لا تنتهي طيبته ، هذه المرة طيبته شملت العراق فكان بحجمه أو أكبر، كان حمزوز كل العراق الذي تحبه أن يكون أمامي

لست بالعادة من هواة مدح الاشخاص، فانا على قناعة أن الناس دائما يتبدلون وأن ما تمدحه فيهم اليوم يتبدل عندهم غدا، لذلك لا أمتدح احدا ابدا، ولكن

كنت افضي حقيبة السفر الخاصة بي عند عودتي من مؤتمر المدونين العرب الثاني وكان معي هناك حمزوز للعام الثاني على التوالي، بالرغم من التواصل الضيق بيننا طيلة السنة الفائتة، إلا انني منذ أن ألتقيته احببته ، كان طيبا، يحمل عراق المستقبل على ظهره ، سفير له في كل مكان تحط به رحاله، يصر دائم على أن يكون علم العراق لون تفكيره ، ولون صورته، انعكاس لما تراه عينه

في مكان ما من تلك الحقيبة المثقلة بالثياب التي لم استخدمها، وكنت احاول ارجاعها لخزانة الملابس، كان ابني ورائي يصرخ اريد علما، فغدا لديهم مهرجان بمناسبة عيد البحرين الوطني الرسمي ، ولم التفت ، ففي ايامنا كان مهرجان العيد الوطني الرسمي فرصة للعودة باكرا للمنزل خصوصا اذا صادف الاربعاء والتي تتبعها عطلة الخميس والجمعة
كان ابني يسالني عن علم، وتسقط عيني على علم العراق الذي اهدانيه حمزوز وكتب عليه كلمات جميلة جدا وتوقيعه الشريف عليه، اخذته واعطيته لابني الذي فرح واخذ يهزه،

تخيلت موقفين لحمزوز مع العلم العراقي وسالت نفسي هل انا بقادر على فعلهما، ففي الموقف الاول، كنا في عشاء جماعي لكافة الحاضرين في المؤتمر وعندما طلب الحضور اغنية وطنية عراقية وتم وضعها عبر مكبر الصوت، اخذ يهز علمه الذي اعطاني اياه واقفا مفتخرا لا شنار عليه ، فرحا بهذا العلم ، يرفعه عاليا ليراه الجميع وليخبرهم، أنا عراقي ، وهذا علمي، انا افتخر بعراقيتي
الموقف الثاني هو في ختام المؤتمر عندما كان كل منا يلقي كلمة قصيرة لمدة دقيقة ، لبس علما عراقيا على ظهره كانه من مشجعي الفرق الرياضية واخذ المايكروفون وهو يغني اغنية فؤاد سالم المشهورة
مو بدينا نودع عيون الحبايب مو بدينا
هذا الرجل يستحق العراق، ولكن ربما العراق بتكويناته الحالية لا تستحقه، انا أراه أكبر من العراق ، وأعمق من دجلة، وأطول من المنارة، انا أراه حلم العراق الذي ما زال معدودا من الآجال

الاجابة هي انني لا استطيع عمل ما عمله حمزوز، هل اخبركم نكتة
في احدى المؤتمرات طلب مني الجميع ان يغني النشيد الوطني لبلاده، أتى دوري، لم اكن احفظ من نشيدنا إلا
بحريننا
بلد الامان
ولكنهم كانوا يعرفون اكثر مني عن وطني عندما اخبروني انه تغير وأن به مليكنا
نعم حتى هذه اللحظة لا اعرف ما شكل ولحن ورسم نشيدنا الوطني
لكن حمزوز
كان العراق يحتاج إلى ان يكتشفه
من اجمل ما كان في مؤتمر بيروت هذا العام
حمزوز

1 comment:

باسم الجابري said...

نحن في العراق ..وعندما نستذكر حمزوز او نراه او نلتقي به ..نشعر اننا نحاكي العراق بحضارته ومقدساته ..حمزوز ...لا يختلف اثنان في طيبته وروعة وجوده