Monday, January 23, 2006

ثقافة المدخنين وثقافة المعارضين



يعتبر مجتمع المدخنين من وجهة نظري من أكبر المجتمعات تعاونا وسرعة ألفة ، فهو مجتمع واسع عريض، على امتداد هذا العالم، وبرغم الطبقية التي تسوده بين من يدخنون السكاير العادي او التبغ الفاخر، إلا أنه في مجمله مجتمع متعاون

أي مكان تسافر إليه وتحتاج إلى سيجارة أو إلى دخان فهو متوفر في كل الأماكن، لو امتلكت سيجارة ولم تمتلك ولاعة ما عليه إلا تعليقها على فمك والانتظار لبضع ثوان وأنت تتأمل في أعين الناس فترى أحدهم يأتيك مبتسما وبكل أريحية ليولع سيجارتك، وأكثر من هذا لو احتجت إلى سيجارة فالكثير منهم يتعطف عليك بالسيجارة حبا بلا منة ، برغم غلائها في أوروبا ، إلا أنها تبقى ميزة لكي يحافظ هذا المجتمع على عاداته وتقاليده

وفي السنوات الأخيرة تعرض المجتمع إلى حرب ضروس من قبل الحكومات الغربية، ابتدأت من زيادة فرض الضرائب إلى زيادة الجمارك، بغية في دفع الناس إلى ترك التدخين، لكنهم بقوا ملتزمين بالتدخين، بالرغم من كونه عادة سيئة، إلا أنهم بقوا مخلصين لمبدأهم، ولم يتأثر تعاونهم كثيرا

لكن المعارضة، هل هي مجتمع متعاون وسريع الألفة، المعارضة التي حولت قضيتها من قضية " من يقود الأمة لتحقيق مطالبها" إلى قضية " من يقود الأمة" واحتدم الصراع في هذا فقط، المعارضة التي لا تعرف أن تخرج بخطاب واحد ينبي عن أنها مجتمع متعاون، المعارضة التي تنهار أمام أول منعطف لينكسر تآلفها ، هل لها أن تستفيد من هذا المجتمع المدخن

أنت كمدخن تدخن سيجارة تدخل بها دخانا يدغدغ رئتك بحرارة ونشوة، فتنفثه في الهواء ويكون أجمل مع الهواء البارد، ولكن المعارضة، تستخدم الشعب كسيجارة تدخنه وقتما تشتهي، وتولعه بولاعة "القضايا" ليخرج معها، ولكن ما إن تنتهي من تدخين هذه السيجارة، تستريح لتخرج سيجارة أخرى

والشعب، مسكين أنت يا شعب، فكلما دخنوا فيك ، فأنت لازلت لا تعرف نفسك، أي الماركات أنت، فمرة تدخن على أنك من صنع المارلبورو، ومرة دنهل، وأخرى إل إم،ولكن لازلت لا تعرف نفسك، وليتك تعارض ولو لمرة تكرار التدخين بك، وإصرارك على أن تكون مدخنا ولو مرة واحدة، وتكون السيجارة التي تريد أن تدخنها هي قضيتك، فإما أن تنتشي بها، وإما أن تموت بسببها

No comments: