Monday, August 08, 2005

السياسة بصفتها ممارسة

السياسة هي فن الممكن حسبما أخذنا نتعارف عليه في كثير من ممارساتنا اليومية، أخذ يسالني صاحبي عن أثر السياسة فأجبته بأنها المكوّن الأساس في وجدان وثقافة الشعوب العربية والشيعية خصوصا، لكن السياسة بتعبيرنا المجازي هي عاهرة
نعم فالسياسة عاهرة يطأها الجميع، عاهرة مغناج، تزين الدين والدنيا لمن يريدها، فمنهم من يبتدع صيغ مؤقتة للزواج الحلال بها، ومنهم من ينشأ صيغ دائمة لعلاقة شرعية معها، ومنهم من يناكحها بصفة دائمة بدون وجود العلاقة الشرعية بينه وبينها ويستمر في هذه العلاقة بينه وبين العاهرة
أثناء ممارسته للعملية الجنسية مع العاهرة اقصد السياسة ، فإنها ولكثير من الأمور التي تستطيع بها التزين أمام من يريد أن يمارس معها، فإنها جميلة جدا في الفراش، لا تستطيع مقاومتها أو مقاومة إغراءاتها التي تأخذك بعيدا ، وأيضا أثناء الممارسة الجنسية فإنها تجعلك في قمة إثاراتك الشهوانية، إنها تعرف أين تلمس ومتى تلمس وكيف تلمس لكي تجعلك مشدودا إليها دائما ، إنها تعرف حتى لو حصلت مشكلة بينك وبينها كيف ترجعك عبر إغراءاتها ، لكأنها دين أنت تؤمن به يرجعك إليه كلما حصلت على تناقض بين في العلاقة بينك وبينه، أو لكأنها رب لا ملجأ إلا إليه في علاقتك معها
الغريب في السياسة وعهرها أنها تستطيع ان تمارس عمليتها الجنسية مع أكثر من شخص في نفس الوقت وبنفس الأدوات التي تستخدمها مع الجميع، هذا أمر غريب فيها ، فهي تستطيع أن تدغدغ الجميع لكي يمارسوا معها، والغريب أن الجميع يعتقدونها عاهرتهم المخلصة ، ولكنها عاهرة للجميع
تمارس معها دائما في أوقات يكون الضوء فيها خافت لدرجة البؤس، بحيث أنك ترى كل شيء فيها جميلا وكل شيء فيها مثيرا حتى تقاسيم هيئتها الرمزية، لكنك تصطدم بعد الانتهاء وأمام الضوء الواضح أن ما مارست معه عمليتك لم تكن إلا عاهرة قبيحة بدينة شمطاء وعجوز، حذرك منها الجميع ولم تحذر نفسك منها، والأنكى من ذلك أنها ستطلب أجرتها وستعطيها إياه على مضض
لذلك كنت أقول لصاحبي، أنا لا أحب السياسة، فهي تخلق العداوات وتجلب الفتن ولا تحقق للناس ما يرمون إليه، ولكني أحب ممارسة النقد الثقافي للسياسة، فهذا الفعل على الاقل اختص به وبطريقتي فيه لوحدي ، لا ينازعني فيه احد، وأقنعت نفسي أن العلاقة بيني وبين النقد الثقافي للسياسة هي علاقة شرعية لا تشوبها الأمور الجنسية
ملاحظة:
هذا المقال جزء من مقالات ساخرة جريئة فلا يجب أن يؤخذ على محمل الجد

No comments: