عندما كنا صغارا، وكنا ندرس بالمسجد، كان السيد "فرّج الله عنه" يدرّسنا أن أهم شيء في الإسلام النية، يعني لو نويت أن تقوم بعمل خير ولم تقم به كتب لك نصف أجر العمل بدون أن تقوم به، وكنا صغارا لم نبلغ المراهقة بعد، وكنا نتمشى في القرية ونقول "أهم شي النية" كتعليق عن أي شيء في الحياة
عندما يسألك شخص عن أي شيء، تستطيع أن تجيبه "أهم شيء النية" عندما يسألك لماذا قمت بهذا فالتجب "أهم شيء النية"
طبعا السيد لم يجبنا عن تساؤلنا ماذا لو نوينا أن نقوم بعمل شرير فهل يكتب لنا نصف العقاب فقال لا ولكنه لم يجب لماذا في تلك نعم وفي هذه لا
ولكن الدولة كان لديها الإجابة
ويبدو أن الدولة أيضا تنطلق من نفس القاعدة الإسلامية، فالدولة لا ننسى أنها متدينة حتى النخاع، وتقول لك أيضا أهم شيء النية
فقانون الإرهاب السخيف والحقير الذي بعثته الدولة إلى المجلس الأعور الكسيح يجرّم الناس بالنية، وكأنها تقول لكم "أهم شيء النية"ولكن النية الشريرة، فقانون الإرهاب يقول ، يكفي أن تقف أمام عمارة وتنوي أن تهدمها، فتتهم بالإرهاب، نيتك محل تجريم، هذا لم يقله دين الله، ولكن دين الدولة قد قالها
الدولة مهتمة بنياتنا كثيرا، لذلك سعت إلى ملأ الفراغ الذي أحدثه التشريع الإلهي في جانب النية السيئة وحاكمتنا عليه، وليتها أعطت بالمثل عندما تكون النية هي إصلاح الوطن، فتقوم بتخريب الوطن
يا جماعة، التفتوا ترى أهم شيء النية، فلا ينوين أحدكم بوطنه خيرا- عفوا شرا حسب منطق الدولة وخيرا حسب منطق العقل- فإن ذاك مدعاة للمحاكمة
اللهم إني أنوي ببلدي شرا حسب منطق الدولة وخيرا حسب منطقي