Saturday, November 27, 2004

طبائع الاستوزاغ

كثير من ممارسات الانسان تنبع من التطبع ، وان تتطبع على شيء او على خصلة فانك توسم بها ، وان كانت حميدة فانت ممدوح وان كانت خبيثة فانت مذموم ، وان رد الصفات او الخصال الى اصولها يجوز لنا ان نعتبره تأصيل للتطبع لا عصرنة له

والاستوزاغ كلمة مشتقة من احدى الزواحف والتي تسمى في وطننا البحرين بـ ( الوزغة ) ومعناتها ممارسة الطبيعة التي جبلت عليها هذه الوزغة ، فيا ترى ما هي الطبيعة التي اصبحت لازمة وملازمة لهذه الوزغة ؟

لعل قائل يتذكر ايام الصغر حين كنا نقول بان يجب ان نبتعد عن الوزغ لانها قد تلقي بفضلاتها علينا فنصبع صلعان ( ولا اعرف مدى صحة هذه النظرية علميا ) فنقول له ليس هذا ما قصدناه من الاستوزاغ

ولعل احدنا يجول ببعد نظره ويقول لعلها ذنبة الوزغة حين نفصلها عن جسمها تظل تتحرك وتمشي لوحدها وبذلك فهي تدلل على عظمة الله او على قوة ارادة لدى هذا الذنب فنقول لا ليس هذا ما قصدناه

من المتعارف عليه بان الوزغة لها القدرة على التسلق والتزحلف على اعتى الجدران صعوبة ، حتى على النخيل بتعرجاتها الكئيبة ، وعلى الاسطح الناعمة ، لديها قدرة على ان تكون متسلقة بفضاضة بغيضة مقيتة ، لدرجة انك وللوهلة الاولى لمشاهدتها تشعر بحالة من الغثيان المعرفي او الاسهال الفكري ، او لعلك تشعر بحالة من اللا ركود واللا ارتكاز ، ولعل بعض فتياتنا يشعرون بالدوار والاغماء ، ولو بحثنا عن السبب وراء هذه الحالة التي تصيبنا عندما نرى الوزغة متسلقة فوق رؤوس الآخرين ، لعل اول ما يتبادر الى ذهننا هو المسبق الذهني التي يتملكنا نحوها من انها مثيرة للتقزز ، ولكن الحقيقة حسبما يبدو ان تسلقها وتملقها بدون آذن الاخرين ، وركوبها على رأسهم جميعا هو السبب في ما يصيبنا عندما نرى هذه المتسلقة العفنة لذلك قلنا عنها انها طبيعة الاستوزاغ

ولو نظرنا في واقعنا حول المستوزغين لوجدناهم كثرة لا يحصون ، فمن مستوزغ لمنصب الى مستوزغ الى جاه الى مستوزغ لمال الى مستوزغ لاجل الاستوزاغ فقد رأى الناس تكبر وتجل من يستوزغ فصار من المستوزغين واحب ان يكون مثل باقي المستوزغين ، ولعله يخطط لدخول مجلس المستوزغين
البعض البارحة في جلسة نقاش حول الاستوزاغية في المجتمع البحريني طرح نظرية الاستوزاغية الحميدة والخبيثة وقال قد يستوزغ البعض من اجل منافع الناس ، ولكن متناس ان الاستوزاغ ضد الناس وضد رغبة الناس تماما كالحالة التي تصيبنا عند رؤية الوزغة فالرؤية هي ضد نفوسنا الانسانية والتي ترفض بفطرتها هذه العملية الاستوزاغية

اعرف مستوزغ اخذ يمجد في الناس ايام كان معارضا ولم يكن يعرف الناس انه مستوزغ ، ولما اتته الفرصة لكي يستوزغ ويصعد على اكتاب الناس لكي يصيبهم بالغثيان استوزغ

وهناك اخر مستوزغ اخذ يستوزغ ضد الناس تقربا الى السلطة ومحاربا لاي شيء يخدم الناس ، ولما ان ارادت السلطة ان تغير من سياستها لكي تعطي الناس بعضا من هذه الاشياء اصبح معهم وهذا مستوزغ ما بعده مستوزغ

هناك مستوزغ من عائلة ثرية علمية عندما كان يدرس في الخارج واتى الى البحرين اخذ يعارض السلطة في محاضراته ومجرد ان بدأت المناصب تلوح له الواحد تلو الآخر انفجرت غريزته الاستوزاغية واصبح من اشد المعادين للمعارضة ويحلم باليوم الذي يصبح وزيرا او صاحب منصب اكبر مما حصل عليه من مناصب

يبدو لي ان تأطير نظرية طبائع الاستوزاغ وسحبها على استوزاغ بعض البحرينيين قد يفيد في رفض هؤلاء المستوزغين وتأسيس لراي عام ضدهم يجعلهم منبوذين

اعتذاري لاصحاب القلوب الركيكة ولكن خاطرة احببت نقلها لكم من احدى جلساتنا

Friday, November 26, 2004

بدايةُ

بسم الله الرحمن الرحيم

لا أعلم من أين أبدأ خصوصا وأن هذه هي محاولتي الأولى للدخول لهذا العالم الذي كنت أقرأه ولم أكن اكتبه ، بصراحة أعتقد بأن هذا العالم أوسع من بعض العوالم التي انتمي إليها وعليه أستطيع ان أكون حرا بدون قوانين وهمية ، أو بروتوكولات مصطنعة تحاصرني في الرأي والكلمة والفعل ، لعلّي أعتقد أن بإمكاني الانطلاق في فضاء أوسع من خلال هذا العالم الآخر ، لم أرى من يكتب بلغتي العربية وهي لعبتي التي استطيع التعامل معها ربما مخاطرتي في الكتابة باللغة العربية - مع إجادتي لبعض اللغات الأخرى - يعتبر تحديا أوليا في اثبات قدرتي في أن أكون موجودا بينكم

ربما يكون التحدي الثاني الذي يواجهني هو في طبيعة المواضيع التي سأطرحها وأتناولها ، وأنا إن كنت هربت من العالم والفضاء الذي كنت فيه لبعض القيود التي يفرضها علي ذلك العالم جعلاني أحاول البحث دائما عن فضاء أتنفس فيه بعيدا ولكن من السهل على المتنفذين في ذلك العالم أن يحاصروني ويحاولون نقل القيود إلى هذا العالم أيضا ومحاصرتي

التحدي الثالث وفي اعتقاد الأكبر هو ماذا سأضيف إلى هذا العالم لو انضممت إليه ، وهذا ما أفكر فيه وما سأحاول أثباته لدي فيما أحمل من أفكار هو أن أتناول شتى المواضيع التي تختص بالبحرين ، وإظهار عظمة هذا البلد الصغير في مساحته وسكانه، الكبير في تاريخ وثقافته ، هذا الوطن الذي طالما سميته" وجعي" وأي الأوجاع

هذا لا يعني أنني سأكرر ما قاله الآخرين حول البحرين ، وأسرد قصص القديمة المعتادة ، بل سأحاول أن أقرأ هذا البلد بثقافته وبتاريخه وبمجتمعه ، قراءة أخرى ، وسأحاول أن أنقل صورته بصورة أخرى ، أعدكم بأن أتحرر من جميع القيود التي تكلمت عنها ، وأحاول أن يكون خطابي هنا هو نفسه الخطاب الداخلي ، لن أحمل المجاملة والمواراة

صراحتي ستزعج الكثيرين لذلك أقول لهم ، صراحتي لن تتعدى نكرة يكتب أشياء في الانترنت ، فإن كانت واقعا فدعوها ، وإن كانت هراءا فردوها إلى صاحبها ، ولكن لا تستعجلوا لعنها قبل قراءتها

علي عبدالامام