Thursday, November 09, 2006

الأسماك تنتخب


بعد الأنباء التي تواترت عن تدمير البيئة البحرية، وعن خطر انقراض الهامور الغالي علينا، تفتق ذهن بعض الناخبين عن جذب اصوات الأسماك او السماكين لا يفرق وأترككم مع الصورة

Sunday, November 05, 2006

السلندرات في الحملات الانتخابية

السلندرات في الحملات الانتخابية

عشية إعلان دستور الملك في 2002 قال هاشم تحية لكل من حمل السلندر

يبدو أن هذا الشخص المتقلب قد فهم مبكرا جزئية مهمة غفلنا عنها نحن وهي دور "السلندر" في خطاب جيل انتفاضة التسعينيات

بعد أربع سنوات يأتي الأمين العام لجمعية الوفاق لينقل قصة عن أحد الأشخاص من سترة، يقول أن البعض قال يجب أن لا نصوت لكي لا يصل أصحاب السلندرات ومن يومها قررنا التصويت ليصل أصحاب السلندرات، وأثنى الشيخ على كلامه مطالبا بالتصويت ليصل أصحاب السلندرات

قبلها بأيام كان أحد نواب الكتلة الطائفية السنية الإخوانية يفتتح مقره في مدينة عيسى ليقول نحن المواطنين ولسنا أولئك الذين يحرقون الأعلام ويفجرون السلندرات

وبعدها بأيام يفتتح أحد الطائفيين السيف البتار على الوطن ليقول، نحن لسنا أصحاب سلندارت، نحن نوالي قيادتنا

أمام هذه النماذج الثلاثة في عام 2006 يبدو بوضوح دور "السلندرات" في خطاب الحملات الانتخابية، فالشيخ علي، وجيل انتفاضة الكرامة والذي بفضلهم أصبحنا نوعا ما بوضع أفضل من السابق، هذا الجيل يعتز بالسلندر، يعتز بما أنتجه السلندر، رغم أن السلندر عمليا لا يمثل سوى إزعاج وقتي للسلطة، لكنه كان شعار لانتفاضة، قامت واستمرت عليه،وهم يحسبونه رمزا يجب أن لا يهان، لأن اهانته ليست اهانة للسلندر، بل إهانة رمزية لانتفاضة الكرامة، فعندما يتكلم طائفي مدينة عيسى أو طائفي مدينة حمد عن السلندر وأصحابه، فهم يهينون اولئك، هم لا يمتدحونهم، ويستخدمون الرمز "السلندر" بصورة غير مباشرة، وهذا أمام الاصطفاف الطائفي الحاصل حاليا قد يشعل المعركة

من ناحية اخرى، هؤلاء النواب الطائفيون يعلمون أن السلندر هو جزء من مرحلة زمنية لم يكن لهم دور فيها، كانوا حينها يلعقون أحذية النظام ، يباركون قمعياته، يباركون همجياته، وبعد ذلك، ويبدو أنه انتقام لحصول ما لم يكن لهم يد فيه ، أصبحوا ملمعون أحذية النظام، صفقات من تحت الطاولة، تمرير مشاريع وقوانين السلطة، هؤلاء هم الطائفيون الذين دائما لا يعرفون الفرق بين الولاء للوطن والولاء للنظام، ويدمجونهم بصورة غبية، يستهجنها كل ذي عقل

أصحاب شريط الطابور الخامس، يريدون أن يوزعوا صكوك الولاء الآن ، أصولهم الإيرانية السنية ، تبيح لهم ذلك، أليس رئيسهم هو من يوزع 30 دينارا ، واليس هو من طلب 30 الف دينار لكل ناخب من جمعيته من وزير الديوان مقابل تمرير الميزانية

هذا التيار الطائفي يرى في السلندر استفزازا مقيتا لانه يذكره بالعار الكبير الذي لحقه أيام تخادنه وانبطاحه للسلطة، لكن المحرج، أن السلطة لم تمارس الجنس معه، بل أخذت تشاهد عورته وهي تقوم بالاستمناء قائلة له يدي أفضل من أداتك الجنسية ، وكانت هذه الصفعة الاخرى من النظام، ولعله فهم منذ ذلك الحين، أن الانبطاح للنظام لا يتأتى إلا عبر الانشكاح المستشري، فهنيئا لكم عورتكم المكشوفة

كل هذا يحدث بسبب السلندر، ولكن

كيف ينظر النظام او الحكم إلى السلندر؟؟؟؟؟؟

Monday, October 30, 2006

شجرة الشر


إن ألف ضربة لقطع أغصان شجرة الشر تعادل ضربة واحدة لقطع جذورها"
هنري ديفيد ثورو

Tuesday, October 17, 2006

ما هو الحد الفاصل بين الدين والسياسة؟

ما هو الحد الفاصل بين الدين والسياسة؟؟؟؟
سؤال طالما أرّقني، وطالما رحت أبحث في الكتب، في النص ومفسريه وعاقليه ، هل من المعقول أن لا يوجد حد فاصل يفصل بين ما هو ديني رباني إلهي لاهوتي مقدس
وبين ما هو سياسي دنيوي براغماتي
صدقوني ضعت
ذلك السؤال يستتبع عدّة اسئلة تجتاحني كما الإعصار، خصوصا مثلي من تعوّد أن لا يمرر قضية بدون أن يفكر فيها مليون مرة ، بل مليار مرة، حتى اتركها بدون إجابة كعادتي باحثا عن أسئلة أخرى، أسئلة تستفز في داخلي ذلك العقل الراغب في الفهم، في الاقتناع ، في أن يحترم نفسه
هل كل ما هو ديني هو سياسي؟ وهل كل ما هو سياسي هو ديني، ألا يقولوا أن الإسلام نظام حياة متكامل لم يغادر كبيرة ولا صغيرة إلا أحصاها، إذا يجب أن يكون بحسب النظرية الإسلامية هذا الدين سياسيا بالدرجة الأولى
ولكن أليس هناك فرق بين الدين والتديّن ، هناك دين إلهي لا نعرفه على وجه الحقيقة، على وجه اليقين، حق اليقين، عين اليقين ، إننا ندعي أنها ديننا، ولكن ما نحن فيه هو تديّننا لدين الله، ولكن هل نملك صكا، نملك دليلا على أنه دين الله، لا أعتقد أن أحدا يستطيع أن يجزم لي بأنه يمتلك ذلك
فإن كان هذا الدين غير يقيني للحظة، فكيف نريد فرضه ؟ نحتاج إلى معجزة لكي نقتنع بيقينيته
فإن كان والحال كهذا أن هذا الديني غير يقيني، فلابد ان تكون هناك مساحة فاصلة ، مساحة بعيدة عنه وعن التحكم بكامل مجريات الحياة
هذا يقودني إلى أليس من الأفضل أن تكون السياسة بعيدة عن الدين المقدس، اليس من الافضل أن يبقى هذا المقدس بعيدا عن المدنس "السياسة" حفاظا على قدسيته
أقول هذا حفاظا على الدين لا محاربة له، ويستر الله علي، أنا لا زلت أسئل ولا يعني ما أنا فيه قناعة يقينية، فأنا أغير رأيي متى ما ثبت لي عكسه واقتنعت به
لازلت أسئل، وأبحث عن جواب

Thursday, October 12, 2006

وطن "رفيع المستوى"

وطن "رفيع المستوى"
باسمة القصاب


نحكم بالإعدام على الإنسان، حين يخون وطنه، وقليل في حقه الإعدام. لا يُغفر لأحد أن يخون وطنه. لا يغفر له أبداً. وليس له في القصاص حياة. إنه موت وعار أبدي. كم كان مثيراً منظر الأم اللبنانية التي شهدها العالم، تدوس رقبة ابنها الخائن برجلها. جثته التي خلفها الصهاينة وراءهم مكافأة له على الخيانة، لم تشفع لبؤسه وشقائه. لم تكفِه حتى أن تعتذر لأمه. أمعقول أن تفرك أمّ بقدمها رقبة ابنها المقتول؟
إنه فرك للعـار، والعار لا يغسله الموت. ليس إنسان، ذلك الذي يخون وطنه، بل هو عفن الأحياء والأموات. يموت الخائن ويحيا الوطن. تنتهي حياة الخائن فتنتهي خيانته. ويبقى الوطن. وحده الوطن يبقى للأبد. لا نهاية للأوطان إنما النهاية للعفن.
لكن ماذا لو أن الأوطان هي من تخون الإنسان؟ أمعقول ما أقول؟ أمعقول أن يخونك وطنك؟
كيف إذن بوطن يتآمر عليك بك. كيف بوطن يشحن بعضك على بعضك. كيف بوطن يحقِّر بعضك في عين بعضك. كيف بوطن يغرر بك عليك. وطن يؤجج فتنتك عليك. وطن يكيد لك ضدك. وطن يصفق بك عليك. وطن يصفع هامتك بيديك. وطن يدوسك برجليك. وطن يغتالك بطيبتك. وطن يخنق هواءك بك. وطن يقررك بشيك. أمعقول هذا الوطن؟
وطن مخططاته رفيعة المستوى. مؤامراته رفيعة المستوى. مكيداته رفيعة المستوى. أقلامه رفيعة المستوى. إعلامه رفيع المستوى. تمويله رفيع المستوى. صمته رفيع المستوى. تجاهله رفيع المستوى. كذبه رفيع المستوى. فبركته رفيعة المستوى. وطن كل ما فيه رفيع المستوى، وأهم من كل ذلك أنه وطن خيانته رفيعة المستوى. تحيا الخيانة رفيعة المستوى، ويموت بغيظه الوطن. بقدر ما ترتفع الخيانة، وتصير أرفع مستوىً، بقدر ما ينكبّ الوطن ويصير أكبّ مستوىً. يبقى رفيعو المستوى، رفيعين، جيلاً وراء جيل، ويسقط الوطن جيلاً وراء جيل. لا نهاية للأجيال الرفيعة المستوى. إنما النهاية للأوطان غير الرفيعة. أمعقول هذا الهابط؟
وطن يهب وطنيته لمن يلثم أطرافاً رفيعة المستوى. لمن يقدم خدمات جليلة لرفيعي المستوى، لا للوطن. وطن بازار. وطنيته بضاعته. يبيع دفاتر حمراء. دمغتها رفيعة المستوى. ثمنها لثمٌ وتمجيد وتعظيم. وطن لا وطن. ينتج سماسرة تتكسب على الأوطان. يبيع الألوان ولا يشتري الإنسان. أمعقول هذا البازار؟
وطن مكرماته رفيعة المستوى. حقوقك هبات ومكرمات وعطايا. مكرمة أن تحصل في وطنك على فتات حرية ملثمة، على فتات عدل مبخوس، على فتات مساواة مختلة، على فتات حقيقة مفبركة. مكرمة أن تحصل في وطنك على فتات خبز مدقوق، على فتات سكن محشور، على فتات أرض مرقعة، على فتات ترفيه مكلف، على فتات هواء محجوز، على فتات بحر مدفون، على فتات وطن. مكرمة أن لا تموت من الموت. مكرمة أن لا تفطس من القهر. أمعقولة هذه المكرمات؟
المكرمات لوطنك عادة، وكرامتك من الوطن الخيانة. قف. لا تتجاوز حدودك. لا تنبس بشكوكك. لا تستنكر وقائعك. لا تصدق سمعك ولا بصرك ولا عقلك. لا تصدق إلا ما يملى عليك. لا تتبندر. فأنت شيطان غوي رجيم. أنت عميل حاقد مخرب. أنت شكاك مريب مهين. أنت لا أمان لك. أنت ناكر لمكرمة الوطن. أمعقولة هذه المغالطات؟
تخون الأوطان أكثر مما يخون الإنسان. تخون وتمعن في خيانتها. تمعن في صفاقتها. لا تقف صفاقتها عن حد. تتحامل عليك لأنك تأنف أن تكون شريكاً في الخيانة. تقذفك بالخيانة. ترجمك ولا ترحمك. تصيبك ولا تخطئك. تغلظ عليك سوط عقابها. أمعقول ذنبك أن أبجديتك لم تعرف غير اسم وطنك؟
وطن مركب من كل هذه اللا معقولات: لا معقول هبوطه.. لا معقول بازاره.. لا معقولة مكرماتة.. لا معقولة مؤامراته.. لا معقول خياناته.. لا معقولة مغالطاته.. لا معقولة أبجدياته.. كيف يكون معقولاً؟
قبيحة هذه الأوطان. قبيحة لا معقولاتها. قبيحة معقولاتها. قبيحة صورها. قبيحة صفاتها. قبيحة قوانينها. قبيحة أسماؤها. قبيحة أعلامها. قبيح حتى نشيدها الوطني. "ما أكثر الأوطان التي يبدأ فيها سجن المواطنين بالنشيد الوطني". أدونيس. كل ما تنتجه هذه الأوطان تسبيح رفيع المستوى، نشيد باسم رفيع المستوى، لا مكان لاسم الإنسان في هذه الأوطان.
في هذه الأوطان ليس "الوطن هو الإنسان لا أكثر ولا أقل" كما يقول سميح القاسم. بل الوطن هو رفيع المستوى لا أكثر ولا أقل، الوطن هو خيانة رفيعة المستوى لا أكثر ولا أقل، الوطن هو اللامعقول لا أكثر ولا أقل.. والإنسان هو الأقل.. لا أقل.. ولا أقل
..
هذا الكلام الذي كتبته الاستاذة باسمة يتفق تقريبا مع ما كتبته من مداخلة على الاخت الفاضلة زينب قبل ايام وانقل المداخلة هنا
سيدتي الفاضلة
هذا الوطن لم أكن أشتمه، لقد كنت معتقدا مثلك تماما، أنه مظلوم، مثلي تماما في ظلمه، بل كنت أعتقده غريبا مثلي، مقهورا مثلي، لا يملك من دنياه حولا ولا قوة مثلي، لكن
الآن بدأت أشك في إخلاصه هو نفسه لمفهوم الوطن، ورأيت أن مفهومي للوطن هو مفهوم مثالي جدا، وأنه هو نفسه لا يؤمن بهذه المفاهيم، بل هو نفسه يتبع من يدفع أكثر، تماما مثلما هي بقية المقدسات والثوابت، والدين مثالا، يتبع من يدفع أكثر
أحببته، وظننته يحبني، واكتشفت أنه لا يعرف معنى الحب، عشت غريبا ظنا مني أن غربتي هي السبيل إلى نجاته واكتشفت أنه يساعد في غربتي ليتخلص من المخلصين أمثالي
ادعيت الشرف في وطن لم يكن شريفا، وتعلقت النزاهة في شجرة، لم تكن نزيهة، هي تلك أوطاننا يا سيدتي
، لوعاد وطني كما يجب لقبلت ترابه ، لكنه أصبح كما يريدون، لا كما يفترض به أن يكون وطنا لذلك غادرته وشتمته، واكتشفت كم كنت احمق وانا أنافح عن قضية لم يكسب من ورائها إلا عشاق المايكروفونات وعشاق الرمزيات والنساء وأصحاب حب الظهور
لو أفضيت لك بما في قلبي من حقد على هذا الوطن، بعد أن كان حبا لما تصورتيه، وهل أكثر من أنني لا استطيع النوم مرتاحا بسببه وسبب سياسته
لم اكن أتمنى أن أكره وطني ولكني الآن أقولهاأنا أكرهه
واعتذاري لمن خدشت هذه الكلمات حيائه وعفته فعفتك محفوظة عالية على الوطن المستعلي

Tuesday, October 10, 2006

نكتة سياسية لبنانية


=============
ظهرت نكتة في لبنان - عقب الحرب الأخيرة – تقول ان لبنانيا مسيحيا هدم منزله بسبب القصف الإسرائيلي ولم يجد من اغراض بيته الا صورة المسيح مصلوبا وقد تحطم إطارها، فأخذها وذهب إلى «سعد الحريري قائلا.. يا أستاذ، ما
فضل من بيتي إلا صورة سيدنا.. هيدا، فأعطاه «الحريري» مائة الف دولار ليرمم بيته!
سمع جاره اللبناني الشيعي - بالحكاية، فأخذ صورة السيد «حسن نصرالله» وذهب بها
إلى «الحريري» قائلا..«يا استاذ.. ما فضل من بيتي إلا صورة.. سيدنا»، فأعطاه
الحريري.. عشرة آلاف دولار فقط، فاستغرب الرجل وقال.. «بس انت عطيت جاري
المسيحي مائة الف دولار»، فرد عليه «سعد» قائلا.. «ايوه، كلامك مزبوط، بس
هو جابلي صورة السيد.. تبعه وهو.. مصلوب»!!

روح جيب صورة سيدك مصلوب وأنا أعطيك خمسة ملايين دولار !!!!!......

Monday, September 25, 2006

الإرهاب والكباب لنخلي عيشتكو اهباب

أعجبني هذا المقال من ملتقى البحرين، يحكي جزء من واقعنا مع هذه المعارضة
أنقله مع كامل حقوق الكاتبة
لا أظن بأن هنالك الكثير من الذين لم يشاهدوا فيلم الارهاب و الكباب لعادل امام، وبطبيعة الحال فجميع من شاهد هذا الفيلم يتذكر قصته و بعض المقتطفات من الحوار الدائر بين الممثلين.
لم يكن في نية عادل إمام او حتى في مخيلته أن يواجه جبروت الدولة و عظمتها و جيوشها الجرارة، فلم تكن طلباته تتجاوز نقل ابنائه من مدرسة بعيدة لمدرسة اخرى قريبه من موقع سكنه.
هي مطالبٌ بسيطة جدا و مشروعه و بالامكان تحقيقها، لكن ما اخر تحقيق تلك المطالب المشروعة البسيطة، ذلك الفساد الناخر في جميع اجزء كيان الدولة، فمن فساد موظف بسيط يترك مكتبه طوال النهر بدعوى الصلاة و التقرب الى الله، الى موظف اخر غير متواجد طيلة ساعات الدوام، معطلا بذلك اعمال الناس و حقوقها، وصولا الى حكومة من وزراء فاسدين لا يهمهم ان يقتل بضع مئات او من اجل بقاء سعادة الوزراء على كراسيهم و في مناصبهم.
تفاجئ عادل إمام بأنه وجها لوجه امام الحكومة بكامل عتادها و عدتها، لم يكن يقصد تلك المواجهة ولم يعنيها، ولو قدر له في وسط الفيلم ان يقدم له العفو و الصفح عن ما بدر منه من فعلٍ يصنف في افعال الارهاب لقام بالاعتذار و طلب العفو و المغفره.
لكنهم جابهوه بالعنف، فكان طريقه هو العنف البديل، دون ان يضع لذلك خطط او استراتيجيات، وقد جمع حوله بعض الانصار الذين يشاركونه هم التهميش و سلب الحقوق، فأحب ان يواصل اللعبه قليلا.
" ماهي مطالبكم "
ذلك ما تفوه به وزير الداخلية - كمال الشناوي - في الفيلم، وحاول عادل إمام ان يقدم مطالبه للحكومة، لكنه تراجع عن ذلك، سأل جميع المحيطين به، لم يستطع احدهم ان ينبس ببنت شفه، وكأنما لا مشاكل لديهم تحتاج لحل، ولا مطالب يريدون ان تحققها لهم الحكومة.
" عايزين كباب "
ذلك هو المطلب الرئيس و الاساسي الذي تفتق عنه ذهن الارهابين - حسب زعمهم - و انصارهم، فلا وجود لمطالب اخرى، مجرد مجموعه من المختلين عقلين تريد ان تتغذا على حساب الحكومة، بشرط ان تكون الوجبة مكونة من " كباب وكفته ".
يستغرب البعض اسهابي في الحديث عن فيلم "الارهاب و الكباب"، لكن مقاربة الوضع السياسي عندنا في البحرين لا تختلف كثيرا عما جرى في ذلك الفيلم، فرصة سانحة للضغط على الحكومة عندما تمت مقابلة بين الملك وبين الجمعيات السياسيه، خصوصا مع قرب الانتخابات البرلمانية و بعد فضيحة تقرير البندر، لم تستثمرها المعارضه .. شيخ علي سلمان / عادل إمام ، إلا في المطالبه بقضايا محدودة جدا الافراج عن المعتقلين / الكباب، لضمان المشاركة في الانتخابات البرلمانية.
وما يحز في النفس ان عادل الإمام قد هدد تهديدا جديا في شعاره المرفوع في وجه وزراء الدولة " الكباب الكباب لا نخلي عيشتكو هباب "، بينما لم يتمكن سماحة الامين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان من التلويح ولو رمزا بإمكانية تهبيب الدنيا على رأس الحكومة ان هي لم تأخذ بكلام المعارضه.
الأن وبعد الافراج عن المعتقلين / وصول وجبة الكباب، ستكون جميع مطالب المعارضه / عادل إمام، قد تم تلبيتها ولا يوجد لها عذر " للتهبيب "


أمل السيد

25/9/2006

لقراءة المقال والتعليقات

www.bahrainonline.org/showthread.php?t=159672

Saturday, September 23, 2006

مملكة الرعب

هذه الصورة هي لما انتهت عليه المواجهة الأولى في البلاد القديم إحدى قرى مملكة الرعب ، المملكة الأمنية، كم كثير من الألفاظ السلبية تستطيع إطلاقها عليها ، كثير من الألفاظ الحزينة، كثير من ألفاظ الغضب، الرعب، هي مملكة الرعب باختصار
هي المملكة التي لازلت - وهذا أمر غريب فعلا - أعيش فيها، إسمها البحرين
جماعة يريدون أن يقيموا ندوة سياسية، صدر هذه المملكة التي تريد حذو الديمقراطيات العريقة لم يتسع لها، واتسع صدر المرتزقة وبنادقهم لهذه الندوة
فجأة وعلى الموعد تحديدا انطلقت الهيلوكبترات لتساند قوات المرتزقة القادمة من أطراف البوادي - لا الحواضر - لتمنع ، تقمع، هذه الندوة لكي لا تقوم
والحجة
الرخصة
بغض النظر عن وجهة النظر في وجوب اخذ الرخصة من عدمه ولكن سؤال يقفز دائما في ذهني
لو أردت مخالفة القانون، واردت إقامة ندوة سيحضرها الكثيرون، أو مسيرة يحضرها الكثيرون أو أي شيء يحضره الكثيرون ولم أأخذ رخصة، فهل هذا مبرر لقوات الرعب حارسة مملكة الرعب أن تمارس بربريتها بكل هذه البشاعة، بكل هذه الحيوانية، بكل هذه البربرية وكفى!
ألا يوجد حل قانوني يفضي، بأن يحاكم الداعين إلى الندوة ، ليست مسؤوليتي أن أبحث عن الرخصة او الحجة القانونية لاي شيء، هي مسؤولية المنظمين، فلماذا هذه البربرية يا أتباع تقرير البندر
لا أريد الإطالة ولا الإزادة، كل ما أريد قوله
هو أن الصورة فوق صورة لطلقة مسيل مما رمي على المتظاهرين في البلاد، جمعه الشباب هناك، لا لجمع أدلة على انتهاء مدة صلاحيتها، فقد تعبنا من جمعها وعرضها على المنظمات الدولية والمحلية، ولا من رادع
وليس من أجل تنظيف الشوارع
وليس من أجل إثباته من عدمه
بل جمعه الشباب، لأنه من الألمنيوم
هل تعرفون لماذا
يريدون بيعه غدا كـ "صفر" او هكذا نطلق عليه بالبحرانية أو "ماو" وهو لفظ آخر، والغرض بيع المعادن على محلات الخردة، الكيلو بخمس مئة فلس، لقد لقي أبناء البلاد الفرصة في أن يجمعوه ليبيعوه، ولسان حالهم يقول، الحكومة تخسر بشراءها هذه الأمور، ونحن نربع ببيعه مرة أخرى
هذا هو الأقصى مما نستطيع عمله في مملكة الرعب

Thursday, September 21, 2006

الملك المُخدِّر ، والمساكين

مساكين أنتم يا رؤساء الجمعيات الأربع، والمسكين الأكبر هو مثلي من ظن مجرد الظن أن بإمكانكم أن تجلبوا لنا شيئا من خلال اجتماعكم مع الملك في هذا الظرف الحساس جدا، والمتوتر جدا، والمتأزم جدا
مساكين ، صدقتم جلالته حين أخبركم أنه سأل أحمد عطية الله عن ما ورد في التقرير ونفاه أحمد بدون تحقيق وبدون أي مسائلة وكأن المسألة بدرجة كبيرة من البساطة
لا أعرف هل أنا المسكين في فهمي من أنّي أبسط المسائل واسطحها ، أم أنتم المساكين في تبسيطها وتسطيحها، وكأن الوقائع تبع التقرير لا نراها رؤي العين، ولا نلمسها يوميا تتحرك بيننا
مساكين جدا حين كان طلبكم للإجتماع لأجل التجنيس، وعندما سألتموه عن التجنيس لم يعلق، فما فائدة اللقاء
مساكين أكثر أن تخرجوا بهذا المنجز الكبير جدا لديكم وهو الافراج عن المعتقلين ، في ظل وجود ما هو أكبر بإمكانكم تطالبوا به وأعتقد أنكم تستطيعون ذلك ولم تفعلوا
لماذا كان الإجتماع، يبدو أنه كان لسبب وحيد ، وهو أن يخدركم الملك ، وبدوركم تنقلوا تخديره للشارع، فهو عالم بأن الشارع متوتر جد، وأنه لا سيطرة يمتلكها عبر مكرماته في تهدئة الشارع، وعليه، هو يريد منكم أن تهدئوا الشارع، ودوركم هو الكوابح ، فهنيئا لكم دوركم الذي ارتضيتموه
لا أعرف من هو المسكين هنا، لكني واثق أنه ليس جلالته

Wednesday, September 20, 2006

الإتجاه العكسي للمعارضة،، البندر مثالا

يقول المؤلف اللبناني الخوري صاحب كتاب "البحرين القبيلة والدولة"
" إن المعارضة في البحرين هي الطريق إلى المناصب"
هذه الجملة سابقا اختصرت معظم الحركات التي حصلت، سواء الخمسينيات، الستينيات، السبعينيات، الثمانينيات، وأخيرات التسعينيات، كان هذا هو الانطباع، بعد سنين من السجن والنفي، يأتي المعارض ليتقلد المناصب حتى ولو كانت كبيرة بحجم وزير
كنت أتحدث مع أحد أصدقائي وكنا نقول، أن هذه الظاهرة يجب أن تبحث، تحول المعارضين إلى موالين، بل ومدافعين ومنافحين عن النظام، العلوي ليس المثال الوحيد، ولكنه الأقرب للضرب به، فمن معارض منفي بالثمانينات، في "دكاكين لندن" كما كانت الدولة تسميها، إلى وزير ، بل ويقف في وجه الجمعيات المطالبة عن نفس المطالب التي كان هو يريدها سابقا
الإتجاه العكسي الآن، هو اتجاه السلطويين إلى المعارضة، البندر يعتبر الحالة الأولى، فهل سيستتبعها حالات، فالبندر، معروف دوره بالنسبة للتجنيس ودوره في رسم سياسات مجلس الوزراء وغيرها من الأمور، وبين ليلة وضحاها، لا يعرف أحد لحد الآن سبب انقلابه عن النظام، هل هو صراع أجنحة داخل القصر، أم خدمة لأهداف مخابراتية أخرى لدول عظمى، أم فجأة وبدون مقدمات صحى ضميره
البندر نفسه متجنس، وكما قلت، كان يدير التجنيس ويوزع الجنسيات، الآن هو من يقول بمنطق المعارضة، ويصطدم بعطية الله، او بشلة عطية الله، الذي يعتبره البندر أنه يدير حلقة من المؤامرات تجاه الشيعة في البحرين، من خلال تقرير اصدره البندر
لست معنيا هنا بالبحث عن البندر وماضيه الغير مشرف بالطبع، ولست من دعاة ترميزه، لكن الحالة أعجبتني، فهل بالإمكان تحول بعض الموالين الأقرب للنظام من صف النظام الى صف المعارضة ، وهل يكون البندر فاتحة الخير، فالوضع والفساد ليس هو المحفز فقط، بل طريقة إدارة العائلة الحاكمة للأمور أيضا من الأمور المحفزة للتمرد
سؤال أتمنى لعله سخيف، ولعل البعض يعتبر البندر حالة شاذة غير قابلة للتطبيق، ولكن الشواذ تتحول لقواعد بعد فترة من الاعتياد

Monday, September 18, 2006

حكايتي مع الوطن

"من أراد أن يتعلم حب الوطن وترابه، فاليذهب إلى الجنوبيون في لبنان " خولة مطر لدى عودتها من لبنان
تلك الكلمات نقلها الزميل حسين خلف، وهي تختصر مسافات لما أريد أن أعبر عنه
في جلسة عامة مع بعض الاصدقاء حول كيفية الاستفادة من حزب الله وخطاب السيد أبو هادي في إسقاطاته في البحرين ، تركزت مشاركات الموجودين حول التثوير والتعبئة والمقاومة وأساليبها
لكنني قلت لهم، ليتنا نتعلم حب الوطن من خلال خطاب الحزب او خطاب السيد أبو هادي حفظه الله
كم مرة يكرر لبنان، كم مرة تكون رسائله إلى لبنان، وهو العالم بكارزميته التي بدأت تطغى على كل رمزية في الوطن الإسلامي فضلا عن العربي
هذه هي الحكاية
حكاية محب لوطنه، محب لبحرينه الغالية، محب لترابه، محب لهوائه، ومع ذلك هو كاره للبقاء تحت سمائه
هذا المحب يتذكر طفولته، ومنزله المهدم، يتذكر كم كان يلعب صغيرا في الطريق، لم يدخل المدرسة كما هو حال أقرانه بعد، لم يكونوا يفكرون، يفرحون عندما يكون هناك عرس ليزفوا العريس
أتذكر عودتي من المدرسة، ألقي حقائبي وأذهب إلى معلمة معصومة - التي كانت تدرسنا القرآن - لأحجز لي مكان في الزاوية، فقد كنا نتشاجر على تلك الزاوية من يحجزها، في ظل وجود فتيات الديرة الذين يتكتلون في الزوايا الثلاث الأخر، معلمة معصومة ماتت في نفس العام الذي توفي فيه السيد الإمام الخميني
انتهي من المعلم لأبدأ في الرحلة اليومية لتجميع المعادن، لنبيعها آخر الأسبوع، لنحصل على خمسمئة فلس، أو دينار، نعتقد أننا أغنياء عند ذاك، نفرح بها، كان ذلك بدون علم أهلي لأنهم كانوا يرفضون ذلك
ماذا أقول أكثر
رفض اهلي شراء "عربانة" لكي أذهب أحمل في السوق، لم يكونوا يريدون لي هذا المنطلق أبدا،
ذلك اليوم الذي تعودت اختي ان ارفض إيقاظها لي صباحا، لم يكن يشفع لها إلا أن أخبرتني "أكو الخميني مات" مكاني، ذهبت إلى الصالة، أبي، وأبناء عمي جالسين حول الراديو يبكون،وصوت الصفارة المشوشة تلعلع لتحجب هذا البث الإذاعي
أكبر أكثر وأهيم في براري الوطن، أتعلم في الإعدادية إحترام كبار السن، بعد أنضربني زميلي وصديقي لاني رفعت صوتي على رجل كبير
الذهاب إلى درس المسجد كان بحد ذاته مغامرة، أمام القبضة الأمنية الشديدة، في ذلك الوقت،
هناك نميت، هناك ترعرعت
هناك في الفريق الجديد ، أو فريق البواليع، بين الاصدقاء، نلعب ونلهو في الساحة، او نمضي للبر، ونسترق السباحة في إحدىالبرك الإرتوازية في غياب راعيها
هناك في مسجد الانوري تلقيت علومي الدينية
هناك انطلقت الانتفاضة وتواصلت من خلال قرية الديه
هناك يا وطني كنت معك وكنت لا تعرفني
نعم
هل عرفت كم أحببتك وكم أحبوك، هل عرفت كم كان حبك يكبر في داخلي، وكم كان حبنا يضيع في زحمة العالم الجديد الذي بدأ يتشكل
عالم لا أحب الحديث عنه، فهو يأخذني بعيدا عنك
كنا نكبر، وكنت تكبر، عبر الدفن، عبر التشعب، ولكنا كنا نكبر في حبك، نكبر من خلالك، نكبر فيك وتكبر فينا، فهل كبرنا لديك
كنت بملئ الإرادة تسير نحو التغريب، يغربونك وأنت صامت، يشوهونك، يعيدون تشكيلك، كل شيء فيك أصبح مختلف، حتى طباعنا، تقاليدنا، اصبحت غائبة عنا
والآن بعد أن بدلت
بعد أن غيروك
تسألني لماذا أقول لك "كس أمك يا وطن" وكأنك لا تعرف
فترسل البعض ممن لازال مغرورا فيك ليهاجمني في هذه الكلمة
هل حافظت على الوداد بيننا، هل حافظت على علاقاتنا، أم ارتميت في أحضان التشكيل الجديد لتطلب بعد ذبك أن أحبك، لقد أحببتك بشكل ما، أما وقد غيرت شكلك بملأ إرادتك وغربتك، فإنه لا قدرة لي إلا على حب الماضي، والاستغراق فيه، وتركك لما تحب من الحاضر
هناك موعد، عندما تفشل يا وطني
في هذا الاستغراب
عندها أتمنى أن لا تلومني عندما تتضح الصورة وأنا أصرخ في وجهك
كس أمك يا وطن

Monday, September 11, 2006

جنسيتي هدية لطالبها

الإسم : علي حسن عبدالله علي عبدالله عبدالإمام المتوج البحراني
من سلالة السكان الأصليين الذين سكنوا البحرين منذ مئات السنين ، قبور أجدادي شاهدة على عمق جذري، بالإمكان البحث عنهم في مقبرة النبيه صالح
من السلالة التي عشقت هذه الأرض، عشقت ترابها، نمت جنبا إلى جنب مع نخلها، شربت من عيونها، وسبحت في شواطئها، ولعبت في ساحاتها، وهامت في براريها
من السلالة الأصلية التي تنسب لربيعة، قبل وجود السلالات المهاجرة والمشرّدة
أقول وأنا بكامل وعيي أن جنسيتي هدية لمن يطلبها، لا أريدها، فقد أصبحت تهينني أكثر مما تشرّفني
لا أقصد الانسلاخ من الوطن، لا أقصد كره الوطن ولكن
أعلم أن القانون في بلدي يعطي النظام السلطة في أن يمنح الجنسية لمن يحب فداء لعيون "الجليلة" وأعلم أنه يستطيع أن يسقطها عن من يشاء
لا أعلم إن كان القانون يمنحني حق أن أسقط الجنسية عن نفسي، فأنا لم أعد أريدها
لا أعرف القانون في هذه الناحية ولكني اعرف أني لم أعد راغبا في حمل الجنسية
وفي الاخير يا وطني
كلمة من قلب محروق
بعد ان بدلت، بعد أن غيرت، بعد أن قبلت أن يغيروك ويبدلوك وأصبحت نشازا شاذا
أقول
كس امك يا وطن
وطني يالي احبك وارتجيك
كس امك لكس ام الي يجيك

Wednesday, August 16, 2006

الجوجل والوحي المنزل

سبحان الله
لم أتوقع أن الجوجل به وحي مرسل
إليكم هذا الوحي
1 - اذهب الى جوجل

go to http://www.google.com

2 - اكتب كلمة فاشل بالأنجليزية .

1. Type the word : Failure

3 - اضغط على ضربة حظ وليس البحث

2. Press the I'm feeling lucky button (instead of The Google search)

4 - راقب ما سيحدث

4. watch and Laugh

Monday, August 14, 2006

مبروك للبحرين عيد استقلالها

أبارك لوطني حبيبي عيد استقلاله
اليوم تصادف الذكرى الخامسة والثلاثين لاستقلال البحرين عن الاستعمار البريطاني
يمر هذا اليوم كعادته في كل عام، لا يتذكره أحد
ولكنه عيد حقيقي بدلا من الاعياد المزيفة للبحرين
مبروك للبحرين وطنا وشعبا وكيانا هذا اليوم

Sunday, August 13, 2006

قصة قصيرة جميلة،

يقول " خضت المسابقة وكان الفائز الأول بلا منازع هو طفل في الرابعة من عمره وتتلخص حكاية الطفل فيما يلي :


كان الطفل جالسا في فناء البيت ولاحظ أن جارهم المسن كان جالسا في حديقة منزله ويبكي بحرقة بعد أن فقد زوجته التي توفيت وتركته وحيدا , عندما شاهد الطفل ذلك المشهد ذهب الى الجار وجلس في حضنه , وعندما عاد بعد فترة سألته أمه ماذا صنعت مع ذلك الجار أجابها :
" لا شيء .. لقد ساعدته على البكاء!!"
فمن يساعدني أنا على البكاء؟؟

Tuesday, August 08, 2006

يوم آخر للحزن

هذا يوم يا إلهي
يوم ليس للفرح
يوم ليس للراحة
يوم ليس للهدوء
بل هو يوم للحزن
يوم للدمار
يوم للتعب
وكأنك يا أيها الله تخلقنا لكل هذا
وتحرمنا من كل ذلك
يا أيها الله
خذ منا حتى ترضى

Thursday, August 03, 2006

هي امرأة الجنوب لا نقش للحناء على كفيها

هنا ،، هناك
هي امرأة الجنوب لا نقش للحناء على كفيها
د. خولة مطر
تلك التي بغشاء رحمها دفأته، وراحت تمتص من عروقها ملح الوجود لتطعمه فيكبر في أحشائها ويرحل عنها إلى حيث النور.. عالم هناك ينتظره ولكنه ليس بعيداً عن عيونها التي تحرسه بجفنها وهي جالسة القرفصاء على ارض صلبة، تدخل ورق التبغ واحدة تلو الأخرى غير مكترثة بقطرات الدم الدافئة وهي تسقط ‘’طق’’ ‘’طق’’ .. ربما عرفت ان أرضها، ارض الجنوب لا تسقى إلا بالدماء..
هي امرأة الجنوب التي لا نقش للحناء على كفيها بل تشققات عشق الروح للأرض.. وهي ترحل حاملة إياه من تحت غشاء رحمها إلى فوق غشاء الجسد الندي المعطر بعرق شمس صيف جنوبي.. أليست كل الجهات جنوب؟
وعندما فتحت عيناه بقطرات من ماء البحر ذاك الرابض على أطراف المدن حيث تلامس الموجة حافة السماء الزرقاء، عندها سقته حليباً ممزوجاً بكثير من الصبر والصمود..
هي امرأة الجنوب لا تنتظر اعتذاراتكم.. لا تبغي اعتذار احد.. ما ينفع الاعتذار عندما تسلم طفلاً خلف طفل خلف طفل الى رياح الموت القادمة من صوبهم، تلك الحاملة بصماتهم وبقايا رائحة مسكهم العربي المعتق في القصور، وسواد نفطهم الذي حول تلك الأجساد البضة الى قطع بلون الفحم. لا، هي لا تريد اعتذاراتكم..
هي الجنوبية، كلما سرقوا جنينها وهو في المهد، قالت ربما مازالت الأرض عطشى ربما؟ وراحت تنقش بذرة الصمود في رحمها من جديد، تغذيه بدفء قلب يكفي الكون..
هي الجنوبية قهقهت عندما سمعتك تردد على أسماع العالم ‘’لا شيء نعتذر عنه’’ وتعيدها مرة ومرات علهم يصدقون، علهم يرجعون عن ‘’تهورهم’’ عن ‘’مغامراتهم’’.! علهم يوقفون عزاءهم وبكاءهم ونواح المحظوظين من أطفالهم الذين وفرتهم رياح الموت هذه المرة، ربما لتعود من جديد؟ ولكنها الجنوبية ستجعل جسدها، كما هو دوما، سدا منيعا.. تسدل شعرها لتحيك منه بيت العنكبوت تخبئكم خلفه.. وتأتي بكلتا الحمامتين اللتين رعتهما كأطفالها ليحرسوكم بهدوء وسكون الملائكة..
هي امرأة الجنوب التي تعلمت بفطرة الطبيعة ان الأرض لا تنبت الا زرعها، وان الزرع لا يورق الا لمن يحميه بآخر قطرة دم.. هي لا تفهم رسائلكم القادمة من خلف زجاج الغرف المكيفة حيث تنتشر رائحة عطركم النفاثة، فهي لم تعرف التعطر بغير رائحة الجسد الممزوجة بنكهة الأرض الجنوبية، حتى رائحة الصابون تشح كثيرا فيبقى ماء السماء عندما يتساقط يغسل الأجساد المتعبة
.امرأة الجنوب، كل نساء الجنوب يقلن لكم: لا نريد اعتذاركم، ولا هداياكم ولا علب حليبكم ولا حتى أكفانكم.. هنّ احترفن عشق الأرض فرحن ينجبن أطفال الكرامة فيما تختبئون انتم خلف عباءاتكم خائفين على عروش مهزوزة امام رياح الجنوب المعطرة بدم الشهداء..
من نساء الجنوب لكم: ‘’اصمتوا او استقيلوا’’!

Monday, July 31, 2006

ليس في وسعي سوى البكاء يا "الله"

نعم يا أيها الرب
استعدت ذاكرتي مع قانا الأولى كنت شابا صغيرا ثورويا وارى المجازر في لبنان وبكيت
والآن بعد عشر سنين يا الله
أعود لأبكي

Sunday, July 30, 2006

وش بقى من سطور مشروع الملك الي بتخرب البلد

لدى لقائه رئيسي الشورى والنواب...
رئيس الوزراء: «الفصل التشريعي» المنتهي هو السطر الأول من كتاب «مشروع الملك»
المنامة ­ بنا - أكد رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة خلال استقباله رئيسي مجلسي الشورى والنواب ان الفصل التشريعي الأول من الحياة النيابية هو السطر الأول من كتاب مشروع الملك الوطني الذي يزخر بالإنجازات التي ستحقق نقلة كبيرة في حياة المواطن وتجعلنا نرى مستقبل بلادنا واعداً ويحمل في طياته مزيداً من المكتسبات التي سنراها تتحقق تباعاً على أرض الواقع.
ما أقول إلا الله يكفينا من باقي السطور
السطر الأول ، برلمان طائفي، قانون الإرهاب والتجمعات، فساد ، صفقات من تحت الطاولة لرجال المهمات القذرة، تجنيس بالهبل، تغيير دستور تعاقدي الى منحة، سرقة الحقوق المكتسبة
وش بقى بعد من السطور الي بتخرب البلد

أهم شي النيّة

عندما كنا صغارا، وكنا ندرس بالمسجد، كان السيد "فرّج الله عنه" يدرّسنا أن أهم شيء في الإسلام النية، يعني لو نويت أن تقوم بعمل خير ولم تقم به كتب لك نصف أجر العمل بدون أن تقوم به، وكنا صغارا لم نبلغ المراهقة بعد، وكنا نتمشى في القرية ونقول "أهم شي النية" كتعليق عن أي شيء في الحياة
عندما يسألك شخص عن أي شيء، تستطيع أن تجيبه "أهم شيء النية" عندما يسألك لماذا قمت بهذا فالتجب "أهم شيء النية"
طبعا السيد لم يجبنا عن تساؤلنا ماذا لو نوينا أن نقوم بعمل شرير فهل يكتب لنا نصف العقاب فقال لا ولكنه لم يجب لماذا في تلك نعم وفي هذه لا
ولكن الدولة كان لديها الإجابة
ويبدو أن الدولة أيضا تنطلق من نفس القاعدة الإسلامية، فالدولة لا ننسى أنها متدينة حتى النخاع، وتقول لك أيضا أهم شيء النية
فقانون الإرهاب السخيف والحقير الذي بعثته الدولة إلى المجلس الأعور الكسيح يجرّم الناس بالنية، وكأنها تقول لكم "أهم شيء النية"ولكن النية الشريرة، فقانون الإرهاب يقول ، يكفي أن تقف أمام عمارة وتنوي أن تهدمها، فتتهم بالإرهاب، نيتك محل تجريم، هذا لم يقله دين الله، ولكن دين الدولة قد قالها
الدولة مهتمة بنياتنا كثيرا، لذلك سعت إلى ملأ الفراغ الذي أحدثه التشريع الإلهي في جانب النية السيئة وحاكمتنا عليه، وليتها أعطت بالمثل عندما تكون النية هي إصلاح الوطن، فتقوم بتخريب الوطن
يا جماعة، التفتوا ترى أهم شيء النية، فلا ينوين أحدكم بوطنه خيرا- عفوا شرا حسب منطق الدولة وخيرا حسب منطق العقل- فإن ذاك مدعاة للمحاكمة
اللهم إني أنوي ببلدي شرا حسب منطق الدولة وخيرا حسب منطقي

Sunday, July 23, 2006

إسلام القرن الواحد والعشرين



متى نصلي على أنغام الهيب هوب؟؟؟؟؟

Thursday, July 20, 2006

ربكم الجديد في دولة التخلف العظمى


أطلت علينا صحف الرب الجديد في دولة التخلف العظمى بقانون لا يختلف عن العقلية التي تنتج هذه القوانين، قوانين كلها تنتج من "ثقافة الرخصة"، كل ما تريده يجب أن تأخذ رخصة به

لا أعرف أي عقلية تلك التي تتفنن في إنتاج التخلف عبر قوانينها، لم نخرج من رقعة القانون الغبي تسجيل المواقع الإلكترونية، حتى وصلنا إلى هذا القانون الذي يمتلك من الحماقة درجة كبيرة

بالله عليكم، كيف سيحاصرون هذه التقنيات، والقانون يصدر من مؤسسة يفترض بها أن تفهم الأمور القانونية،،، لم أعد أفهم هذه العقليات

لكني افهم، أن من ينتج هذه القوانين هي عقلية لم تفهم إلا "ثقافة الرخصة"، بمعنى، أنا أرخص لك ان تعمل، أنا أرخص لك تفتح محلا، أنا أرخص لك أن تقرأ كتابا، أنا أرخص لك كل أمور حياتك

أنا ربك الجديد، أنا ربك الذي يشرعن ما يشاء ويعرف الأصلح لك، ، لذلك اخترت لك مجلسا للشورى بسلطات كبيرة فقط لأني أفهم منك،

ثقافة الرخصة هذه هي التي تقتلنا

باقي أن تقول تصدر لنا الدولة قانونا في حق الحياة ويعطيك رخصة حياتك الجديدة، وعمرك، وتمتلك أن تنتهي بحياتك

مرحبا في مملكة التخلف

أبناء القحبة،،، هل تسكت مغتصبة

بيروت عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى مخدعها
ووقفتم خلف الباب
تسترقون السمع إلى صرخات بكارتها
أبناء القحبة
هل تسكت مغتصبة






الكندية تبكي ولا تعرف لماذا لا تستطيع أخذ ابنة عمتها معها أثناء الفرار من الموت
هذا الطفل لا يعرف ما معنى الشهادة، ولا المقاومة، لا يعرف ما معنى الجنة والنار، لا يعرف ما معنى الحق والباطل، بل لعله لم يولد في عيد التحرير
لكنه يعرف معنى الألم عوضا عن أن يشم رائحة الجنة

هدية لكم يا عرب ، ها هو لحم اللبنانيين مشوي، لا ينقصه إلا الملح وأفضتم بتعليقاتكم الكثير له، فهنيئا مريئا أكلكم الذي تأكلوه

Thursday, July 06, 2006

صوت الوفاء يساوي صوت الكلاب

صوت الوفاء يساوي صوت الكلاب

جبلت الكلاب على الوفاء، فأن يصفك أحد بأنك وفي كالكلب، لا أعرف لماذا ينزعج البعض

وصوت الوفاء في بلدي يساوي صوت الكلاب، فالكلاب تتكالب على الرفاع مبدية صوت نباحها، عذرا صوت وفائها ، فهي لا تحب أن تعارض الرفاع للصفة التي أخذتها من الكلاب ، لذلك ترى نباحها يعلو مع السلطة، مع ما تريده السلطة، في أي محفل ، فرجال المهمات القذرة كلاب ينبحون كما تريد السلطة، في البرلمان، في الوزارات، في أي مكان تريدهم الدولة أن ينبحوا سينبحوا، فهم بنباحهم يعلنون ولائهم للرفاع

والرفاع كما هو واضح وجلي يحب النباح كثيرا، فتراه يقرب النبّاحين كثيرا، ويبعد الإصلاحيين أكثر، لدرجة أن لا يستحي مسؤول حكومي أن يقول نحن نصرف على أجهزة الإعلام ولن ندعها تنقل رأي المعارضة، فالمعارضة ليست نباح كما هو الحال لدى النبّاحين، والمزعج في الأمر أن يقرن النبّاحين الولاء للوطن بالولاء للرفاع أو للعائلة الحاكمة وكأن صكوك الولاء أصبحت بيد الكلاب

Monday, June 19, 2006

خالي إلى رحمة الله

إنا لله وإنا إليه راجعون
انتقل إلى رحمة الله تعالى خالي الحاج كاظم عبدالباقي بركجي في مدينة مشهد المقدسة
لقد كان خالي بمثابة الأب لنا جميعا عندما كنا نزور إيران، فسكننا كان في بيته، ومأكلنا ومشربنا، التعرّف على إيران، الأحاديث السياسية، ضحكته وعطفه، كل شيء فيه كان جميلا حنونا، سبحان الجمال عندما يتمثل في رجل
إلى رحمة الله يا خالي

Tuesday, June 13, 2006

ماذا أكتب؟!؟!؟!؟

لا أعرف عدد المرات التي فتحت فيها مدونتي رغبة مني في الكتابة، رغبة مني في التفريغ ، رغبة مني في أشياء كثيرة، ولكن يوقفني دائما هاجس وحيد، ينحصر في لماذا أكتب، وماذا أكتب؟
فهل يجب أن أستمر فقط في إعادة نفسي فيما أكتب؟ أم أستمر في إعادة أفكاري بقوالب أخرى؟ أم أستمر في الكتابة لأجل الكتابة ، لا أعرف لماذا أكتب، هناك قوة غريبة تدفعني للكتابة، تطلب مني الكتابة، تميل بي إلى الكتابة، ولكن تحاصرك الظروف، والبروتوكولات المتحكمة بك من حيث تريد، أو لا تريد
أحيانا كثير أجد الفرصة للكتابة، ولكن ماذا أكتب؟
هل أكتب لأزيد الوجع، أم لأنفس عن الوجع، أم لأخلق لنفسي وهما أسميه وجع؟ لم أعد أفهم
هل أكتب عن وطني، تتقاسمه الرموز والمترمزين؟ وتفتك به آلة الدولة العتيدة، هل أكتب عن وطن للبيع بثمن بخس حسب أهواء أصحاب النفوذ؟ أم أكتب عن وطن ينخر فيه الفساد من قمته إلى أخمص قدميه، ماذا أعدد من مآسيك يا وطني، ولكأنني الشريف الوحيد هنا، في وطن كان للشرفاء مرتعا، وأصبحت عملة الشرفاء نادرة الوجود
هل أكتب عن تديني، وأي تدين يمتلكه هذا الزمن، أي تديّن أميل إليه، آه ولو يعرف بعضكم حجم الآه
هذه أمور موجعة للرأس ، لننتقل إلى الحب، فهو متعة الجميع، كلنا يحب، ويريد أن يحب، ولكن، الحب في وطني وجع أيضا
فالفقر والشرف يلعب دورا كبيرا في إلغاء الحب
لنتركه فهو سيجرنا إلى مواجع أخرى
لعلي أريد أن أكتب استهزائيا، ولكن استهزأ بمن؟ وهل هناك أفضل من الرموز استهزأ بهم، لا أتعمد ذلك ولكنهم وضعوا أنفسهم في هذا الموضع
هممممم
كل شي لو تكلمنا عنه سيجرنا إلى وجع،ربما لأن عقلي قد برمج على هيئة السياسة في كل شيء
هل امتلك الجرأة لأن أقول وداعا يا سياسة، وداعا يا من كنت أعتقد أنني اخدمك بحياتي، واكتشفت أنني أخدم محبين المايكروفونات، ومحبين الزعامة والظهور، محبين التلاعب بالناس ، محبين الأنا وفقط
سلام على الشرفاء
في زمن قل فيه الشرفاء

Monday, May 01, 2006

رحلة الربيع

للمرة الثانية أتشرف بحضور رحلة من رحلات لندن المرة السابقة كانت رحلة الشتاء وهذه المرة بعد ثلاث سنوات تقريبا رحلة الربيع
كانت الرحلة ممتعة ، والشباب الذين تعرفت عليهم كانوا لطفاء ، للأسف لم يتسنى لي أن أشكر الجميع فلعل هذا المقال يصل إلى من لم أستطع شكره فيفهم رسالتي إليه
كما لا بد وأن أتذكر أن أبدي عميق شكري لإدارة الرحلة الكرام، على مجهوداتهم الرائعة وتفانيهم وإخلاصهم في العمل، فلقد كانت الرحلة سلسة ومنظمة ، وتنظيمها قياسا بالعدد الضخم كان ممتازا، وكان تعاملهم مع المشاكل بصورة حكيمة ورزينة، وكأني أرى بهم قيادات شابة قادمة في البحرين وفقهم الله إنشاء الله للرجوع إلى أوطانهم
كنبذة تعريفية فإنه منذ عشرين عاما تقريبا دأب البحارنة على إقامة رحلات لهم في لندن تشمل المهجرين والطلبة الدارسين، واستمرت برغم كل الصعوبات وهي بصورة سنوية رحلتان ، الشتاء والربيع متزامنتين مع عطلة الكريسماس وعطلة الايستر

Saturday, February 18, 2006

ورقة حول الإعلام في البحرين

هذه ورقة كنت أعددتها لكي أقدمها في ورشة عمل خاصة بالإعلام في البحرين ولكن لم أوفق نظرا لفهمي الخاطئ لطبيعة الورشة واقوم بنشرها هنا

قبل أن نتكلم عن حرية التعبير ووسائل الإعلام، وحرية الوصول إلى المعلومة في البحرين، يجب أن نقفز قفزة سريعة تاريخية نستعرض نقطة أعتقد أنها تفيد في فهم التجربة هنا.

عانت البحرين منذ عام 1975 وهو عام حل البرلمان وتعليق العمل بالمواد التي تلزم الأمير السابق بإعادة الانتخابات خلال مدة محددة او يعود المجلس المنحل إلى طبيعة عمله وكأن شيء لم يكن، عانت من مرحلة سوداء، حقبة أظلم فيها كل شيء، فلم تعد تنتج بقدر ما تستهلك، ولم تعد تفكر بقدر ما تقلد، كانت تلك الفترة قمعية بدرجة أن ما يقارب العشرة استشهدوا في السجن تحت التعذيب، والاربعين في الشوارع أثناء الاحتجاجات التي كانت تطالب بتصحيح الأوضاع
ووضع البوصلة في مكانها الصحيح

وفي تلك الفترة غابت الرقابة عن المتنفذين وخصوصا من العائلة الحاكمة، وأصبحت يدهم طولى، وكل من كان له حظوة لدى أحدهم فلا يقاربه أحد، عانت البلاد من فساد إداري نخر في الدولة من أساسها إلى أبعد مدى وقل ما تجد مجالا من مجالات الدولة لم يدخله الفساد الإداري، وعانت من فساد مالي لم يسلم فيه كبيير المتنفذين من صغيرهم، الكل كان يسرق، وكأن البحرين بقرة حلوب لهم عانت البحرين من كل هذا وأكثر، المعتقلين بالمئات، والمهجرين يزيدون ،الدولة استفادت من ارتفاع اسعار النفط واستطاعت ان تخلق طبقة متوسطة مستهلكة لا تفكر إلا في العيش والمسكن وتنسى حقوق الدولة الإنسانية عليها، ولكنها تتذكر واجباتها تجاه الدولة

أمام تلك الفترة السوداء في عمر البحرين الحبيبة، أّنتجت أكثر من مشكلة، مشكلة الفساد، ومشكلة التعذيب، ومشكلة السرقات، ولما أن مضى خمسة وعشرون عاما من السواد الكالح على البحرين، حاول النظام فتح عهد جديد سمي بعهد الإصلاحات، وكان شرطه "التوبة تجب ما قبلها" " ولا تسأل عن ما سلف"

نحن هنا أمام إشكاليتين، فهناك قتلى قتلوا بفعل أدوات النظام القمعية، وهناك فساد من يقوده لازال في منصبه، وهناك سارق لم يسجن بل محمي من الدولة، وأمام هذا أنت غير مسموح لك بأن تتكلم عن ما مضى ، تكلم فقط عن العهد الحاضر، وامتدحه، لكن أن تذكر أخاك أو صديقك الذي قتل تحت التعذيب في السجن فالدولة هنا لا توافق عليه، أن تطرح سؤال برئ جدا " من أين لك هذا؟" فأنت تريد إثارة الفتنة، المشكلة أن الدولة تعتقد أن ما قامت به حقا في الفترة الماضية ولا يحق لك أن تسأل، ولو سألت فأنت صاحب المشكلة، بينما المشكة هي من الدولة نفسها، هي من عذبت وهي من قتلت وهي من سرقت وهي من أفسدت، فكيف لا أتكلم عن مشاكل سابقة صادفتني وكأنني سببها، السبب هي الدولة ويجب أن تتحلى الدولة بشجاعة للاعتراف باخطائها لا بأن تلقي التهم جزافا على كل من يمارس حقه في الكلام عن مشاكل كانت الدولة سببها، فعندما أتعرض للسجن هو حقي أن اتكلم عن ما جرى في السجن وليس حق الدولة ان تمنعني من حقي

الإشكالية الثانية، هي أن الفترة السوداء أنتجت جيلا من حلفاء الدولة وبعض البسطاء ممن يعتقد بنظرية " الحفاظ على المكاسب" وكأن المكاسب كيان هش بالامكان أن يسقط بمجرد أني تكلمت حول حقي، لقد وضع البعض من هؤلاء الحلفاء قوانين أمن دولة على أنفسهم بدون الحاجة من الدولة لوضع تلك القوانين، فهناك أشبه بتحالف بين الدولة وبين بعض الكيانات التي تجعل الدولة محمية بفعل هذه التحالفات، فالدولة الآن لا تجند نفسها للرد على المعارضة، بل توكل تلك المهمة إلى تلك الكيانات التي بينها وبين الدولة تحالف استراتيجي فتقوم تلك بالرد نيابة عن الدولة

إذا فحرية التعبير محكومة بقواعد اللعبة المحلية وليس بقواعد اللعبة الواقعية، فالدولة تعتبر أنها الطرف الأقوى وهي تسعى دائما إلى احتكار وسائل الإعلام، ويوم أن فتحت باب إعطاء تراخيص الجرائد رهنت ذلك بشروط تصل إلى مليون دينار تأمين ، وقال ولي العهد في أثناء جلسات لجنة تفعيل الميثاق أن الدولة ترى أن تجعل الإعلام المرئي والمسموع حكرا على الدولة.

عندما تريد أن تتكلم عن حرية التعبير فإلى حد ما الدولة تقول لك " قل ما تريد ونفعل ما نريد" هذه سياسة، ولكن هل هناك فعلا حرية تعبير بحيث أنك تستطيع الحديث بكل حرية، يقيدك الدستور بمادة " ذات الملك مصونة لا تمس" ولا نعرف هل ذات الملك مصونة دائما أم فيما تصب في خانة مصلحة الوطن ، ماذا لو تعارضت ذات الملك مع الوطن، فأيهما يقدم وأيهما يؤخر، فهل من المعقول أن يذهب الوطن في سبيل أن ذات الملك مصونة، وذات الملك المصانة تمارس صلاحيات تنفيذية واسعة من خلال دستور 2002 تصل إلى 12 صلاحية لا يمكن النقاش حولها لأن ذات الملك مصانة، فكيف تكون الذات مصانة وتمارس امورا تنفيذية ولا نستطيع ان ننتقد ممارساتها التنفيذية

عدوى الذات المصانة انتقلت إلى رئاسة الوزراء، فرئيس الوزراء الحالي هو نفسه الذي حكم البلد طيلة الحقبة السوداء ويستمر في عهد الإصلاح، ويوم أن طالب البعض باستقالته زج ببعضهم إلى السجون

وآخر ما توصلنا إليه من نقطة الذوات المصانة، هو ما أقره النواب أنفسهم قبل فترة بسيطة يمنع التعرض إليهم في وسائل الإعلام وإلا كان الشخص عرضة للتساؤل، سؤالي هنا، إن كان كل هؤلاء يريدون أن يمارسوا أدوارا تنفيذية او رقابية أو تشريعية، فكيف لا نسائلهم حول دورهم ؟

حرية التعبير تستطيع ممارستها طالما أنت بعيد عن سياسة الدولة، ولكنك لا تستطيع انتقاد دولة تملك سفارة في البحرين والقرار الذي تحاول النيابة العامة تمريره من إعطائها الصلاحية لمراقبة وسائل الاتصال بدون الرجوع للقضاء يضعك دائما في خانة المتهم

المشكلة أن الدولة هكذا تتعامل معك، فأنت دائما متهم

لا أعتقد أن حرية التعبير متاحة بالقدر الذي يطمح إليه شعب البحرين، ولا أعتقد أن حرية التعبير في البحرين تتوافق مع المعايير الدولية

الوصول إلى المعلومات محكوم بإرادة الدولة، فالدولة تحتكر الإعلام المرئي والمسموع، وتسن القوانين في خصوص الطباعة، وهي تهيمن على قطاع الاتصالات سواء عبر القوانين التي تسنها، أو عبر أمرها لشركات الاتصالات بغلق المواقع التي لا ترغب بها الدولة – بحرين أونلاين مثالا- بل إن الدولة سعت إلى تقييد كل المعلومات عبر قرار إداري أصدره وزير الإعلام الحالي يلزم أصحاب المواقع بالتسجيل في الوزارة حتى وإن كانت مواقعهم في خارج البحرين ، الدولة هنا تريد السيطرة على كل المنافذ التي قد تستطيع تشكيل الرأي العام في البحرين، فهي تريد أن تبقي هذا حكرا لديها، لذلك قامت في وقت سابقا بتكليف عدة شركات بمراقبة خطوط الانترنت من البحرين بغية الوصول إلى تفاصيل خاصة باستخدام الانترنت ، وفي اجتماع وزراء الداخلية العرب أيدت الدولة غلق بعض المواقع التي تدعو إلى الإرهاب – في حين أن العنوان مطاطي جدا – هذا على مستوى المعلومات العالمية

أما المعلومات الداخلية فهناك أبواب موصدة لا تفتح لك لكي تنكشف عليها، فأرقام التجنيس السياسي غير متاحة لك وتدار من القصر نفسه والأنباء الأخيرة أن الملك غير راض عن الأعداد لحد الآن، وتسجيلات الأراض – الطابو- مقفل عليه لا يتم فتحه أبدا، فأنت لا تعرف كيف تسير حركة الأراض في البحرين ومن يتحكم بتنقلات ملكيتها، وتاريخ بيع الأراض ، كما أن ديوان المراقبة لا يصدر تقارير تفصيلية تعرض على الجمهور أو تكون في متناوله، ميزانيات بعض الهيئات الرسمية مجهولة ولا تدرج في ميزانية الدولة الرسمية ، بعض البعثات في بعض الوزارات السيادية تتم بصورة سرية، كل هذه لا يسمح للمواطن بتداولها أو معرفة الشيء الكثير عنها، كل ما يجب عليك معرفته هو عناوين عامة، هذا عدد الساكنين في البحرين، بدون أن تعرف كم جنسوا، وهذه مساحة البحرين، بدون أن تعرف كم دفن في البحر ولمن أهدي وكيف اهدي


الصحافة في البحرين تعاني من مشكلة الانتقال من المرحلة السوداء إلى المرحلة الحالية، وفي البحرين حاليا خمس صحف اثنتان من العهد الأسود لم تستطيعا أن تتأقلما مع الوضع الجديد، وواحدة تحاول أن تكون متوازنة في ظل ميزان الدولة القوي ولكنها لا تستطيع دائما مقاومة التيار، والرابعة خطابها لا يتناغم أصلا مع المرحلة ولا يعرف إلى من توجه خطابها، والخامسة طائفية انشئت برعاية رسمية عليا ويصرف عليها من تلك الهيئة الرسمية ونفسها الطائفي يتناقض مع تعميم أصدره وزير الإعلام السابق نبيل الحمر في عدم الخوض في الامور الطائفية.

المشكلة الأخرى في الصحافة أنها لا تسعى لتغطية الخبر ، بل تتعامل معك في أنها تمن عليك إن يوم نشرت لك خبرا، وهذا التعامل سيئ جدا من قبل الصحافة.

إضافة إلى مشكلة نعاني منها، الربط بين الولاء للعائلة الحاكمة والولاء للوطن، فيجب عليك أن توالي الاثنين لكي تكون مواطنا كامل المواطنية، وإلا انهالت عليك التهم من الصحافة بعمالتك للأجنبي او عدم الولاء الوطني وسبق أن أشرت إلى ضرورة الفصل بين الولاء للوطن والولاء للعائلة، فالوطن باق

وأخيرا الصحافة انضمت إلى مشروع الترويج لكل ما يصدر عن القصر أيا كان ، هل فيه مصلحة أم فساد للوطن، وأصبح المعيار هو القصر بدلا من أن يكون الوطن، وقانون المطبوعات الذي رفض من قبل البعض، يمارس حاليا وبصورة أشد منهم هم أنفسهم، وبدلا من أن تكون الصحافة سلطة رقابية أصبحت سلطة مروجة لمشاريع القصر وإرادته

لذلك أعتقد أن الصحافة تسير بدرجة بطيئة نحو الالتقاء بالمعايير الواقعية ، خصوصا إذا أخذنا في الاعتبار أن جميع القضايا التي احيلت إلى النيابة العامة بخصوص قانون المطبوعات هي جرائم تتعلق بنشر خبر لا تريده الدولة وليس إبداء رأي

مصادر المعلومات

مصادر المعلومات لدينا في البحرين كما أسلفت غير متوفرة من مصادر متعددة بل تحتكرها الدولة وتحاول جاهدة أن تسيطر على معابرها وحجم عبورها ، بل تسيطر على ما ينشر وكيف ينشر ومتى ينشر، فمؤسسات المجتمع المدني لا تستطيع الحصول على أرقام واضحة حول اي شيء، كما لا تستطيع الحصول على صلاحيات المراقبة التامة، والبرلمان يحاول إصدار قرار يجرم فيه النواب – ممثلي الشعب – إن تكلموا بأسرار الجلسات ، والقرار الحكومي الذي يفضي يعدم التصريح لأية جهة إعلامية من الموظفين ، كلها أدوات محاصرة لمصادر المعلومات، لا تستطيع ان تمتلك مصادر معلومات متعددة تستطيع من خلالها قراءة الوضع بعيدا عن تأثير رغبة الدولة في كيف تقرأ ، تمت محاكمة رجل يعمل في وزارة الداخلية قسم إصدار الجوازات لأنه سرب معلومات لأحد النواب حول أعداد المجنسين ، وهناك شبه وصاية من الدولة على الصحف فيما تنشر او كيف تنشر حتى في أعداد المتظاهرين

لذلك فمصادر المعلومات الداخلية محدودة جدا ، وتقتصر في الحجم الذي تريد الدولة ان تخرجه لك لا في الحجم الواقعي او حجم حقك في الحصول على المعلومات، تتعامل الدولة مع المعلومات على أنها معلومات عسكرية قد يستفيد منها العدو، وبالتالي فهي تتعامل مع المواطنين كأعداء

المراسلين

قبل ثلاث سنوات، كان بالإمكان نشر أي خبر للعالم عبر الوكالات العالمية من خلال الاتصال بمراسلينها، ولكن لكون هذا أدى إلى إحراج الدولة في كثير من المواطن فقد لجأت إلى مسألتين حاصرت بهما المراسلين، فمن جهة ، رخصة المراسلة لا تعطى إلا لمن توافق عليه الدولة ولأي جهة إعلامية، فهناك تعطيل لإنشاء مكتب لبعض القنوات الشيعية، وتعطيل لإعطاء رخصة لمراسل من محطة تعتبرها الدولة عدوة، وقامت باقتراح مراسلين لأي جهة إعلامية تكون الدولة راضية عنهم – اقصد المراسلين- وأما المراسلين القدامى فقد حاولت الدولة تهجيرهم عن مراكزهم بعروض عمل مغرية في أماكن أخرى وعليه استطاعت جعلهم يتنحون عن المراسلة وأن ينشغلوا في أعمالهم الجديدة ، وفي نفس الوقت تقوم الدولة بتوظيف أناس جدد في كمراسلين يحوزون على رضاها، وفي النهاية ، لا تستطيع أن تكون مراسلا إن لم توافق الدولة على ذلك وتعطيك الرخصة


المؤسسات المساندة

أعتقد أن الصحافة تسير بخطى السلحفاة نحو تطوير نفسه، فهي خاضعة للقوانين، والقوانين تقديرية وتطبق بمزاجية حسب علاقة الصحيفة بالمؤسسات او الدولة ، والعامل المادي يسيطر على الصحافة ، فهي تخاف من رفع سقفها لكي لا تخسر المعلن، المؤسسات مستعدة ان تساند في حالة خدمة مشاريع الدولة، وغير ذلك فهي تضغط على الصحافة في سبيل تخفيف سقف الخطاب، ولا يسمح بوجود صحافة ذات سقف خطاب عالي تجاه الدولة نوعا ما، بل تحاصر ، وهذا يعيق من نموا مهنة الصحافة ، الاوامر التي تأتي من رؤساء التحرير والتي تأتي بدورها من جهات عليا، تضغط على الجسم الصحفي لكي يكون سقف الجميع واحد تجاه الدولة، يختلف صقفهم تجاه حركات المعارضة ومؤسسات المجتمع المدني، ولكنهم أمام الدولة سواء، ويكفي استذكار تهديد وزير التربية والتعليم السابق بإلغاء اشتراكات جميع المدارس والمكتبات من إحدى الصحف نتيجة نقدها اللاذع

كما أن مؤسسات المجتمع المدني لا تمارس حراكا فعليا يصب في مصلحة حرية الصحافة، والصحافة أيضا لا تمارس ذلك لكي ترتقي وتتزامن مع المرحلة الراهنة

Tuesday, January 31, 2006

قبل العريضة,, ماذا بعد العريضة؟؟؟

عرضت قناة الجزيرة عبر البرنامج الجميل "يحكى أن " قصة الثورة البرتقالية في أوكرانيا والتي استطاعت عبر ابتكارها لأساليب عديدة أن تطيح بنظام ديكتاتوري وإحلال نظام ديمقراطي محله
القصة باختصار هي أن المعارضة في ذلك البلد استطاعت أن تقنع الشعب الأوكراني بضرورة التغيير ومن ثم تدريبه على طرق التغيير وطرق التعامل في المظاهرات وضبط النفس والتعامل مع قوات الشغب، ثم بدأت في برنامج المظاهرات الألوفية لتحاصر المباني الحكومية ثم حاصرت البرلمان الذي حسم المسألة في سقوط النظام وبطريقة سلمية جدا وبدأت مرحلة جديدة في ذلك البلد
لقد ابتكر الأوكرانيون كثير من الاساليب في المظاهرات او في تاليف الأغاني، الشعب الأوكراني تعداده سبعة وأربعين مليون نسمة، من حاصر البرلمان منهم مئات الألوف استطاعوا اسقاط النظام
لكن في البحرين لا يوجد ابتكار للأساليب إلا عبر اللجان الشعبية التي استطاعت فعلا أن تستورد أساليب كانت قاسية في تعبيرها على أجهزة الحكم
الحدث الذي يحصل الآن وهو العريضة التي أعلن عنها أمام ما يقارب الثلاثة آلاف وخمسمئة شخص حسب تعداد الكراسي والتي يتوقع لها أن تكون شعبية لم تخرج عن الأطر المألوفة لدينا منذ أكثر من مئة سنة، ابتداء من عريضة البحارنة في بدايات القرن الماضي إلى عريضة الجمعيات الأخيرة
قبل التوقيع على العريضة يحق لنا أن نسأل ماذا بعدها ، وهذا السؤال ليس من قبيل تهزيم الشارع بقدر ما هو من أجل تنضيجه لكي تكون كافة الخيارات فعّالة وقوية
لو بدأنا في السؤال الغرض من العريضة؟ ما هو الغرض؟ هل الغرض دفع الأمين العام للأممم المتحدة لأخذ قضية البحرين إلى أروقة مجلس الأمن؟ هذا لا يحصل إلا إذ تبنته دولة ويبقى أن الفيتو سيد على الجميع هناك، أما أن يأخذها لوحده فهذا لا يمكن، والأمين نفسه لم يستطع أن يوقف الحكومة عن الهجوم على بيت الأمم المتحدة عند اعتصام الناشطين في داخله وكان آخر المكالمة أن الحكومة ستهجم لولا أن خرج المعتصمين بعد أن اقتنعوا بوصول رسالتهم
وإن كان الغرض من العريضة تسجيل موقف كما صرح أحد أعضاء حركة حق، فهل نحن بحاجة إلى تسجيل موقف جديد؟ ألم تكن عريضة الجمعيات تسجيل موقف وهو ما أعلنه أحد قياداتها بنفس الصيغة، فلماذا نحن نحتاج إلى تسجيل موقف؟؟
اما لو كان تسجيل موقف تاريخي فللا نبعد لحد الآن عن العريضة السابقة اكثر من ثلاث سنوات، أم أن الغرض تسجيل موقف دولي أمام الأمين العام، ولكن هل هو ما نطمح إليه؟
لم أعد مقتنعا بجدوى العرائض مع السلطة، وأميل إلى استخدام أدوات المقاومة المدنية في سبيل الضغط، فعريضة 92 اوجدت مجلس شورى، وعريضة 94 اوجدت انتفاضة الكرامة، وعريضة الجمعيات أوجدت ضعفا ووهنا في صفوف المعارضة، فما هو متوقع من عريضة 2006 ؟؟؟؟
ما أدعو إليه هو أن تكون الصورة واضحة للجميع من الموقعين على العريضة، هو ماذا بعد العريضة، ولنكن واضحين أن أقصى ما يمكن أن توصله العريضة هو تسجيل موقف وقد تكون هناك برامج أخرى

Monday, January 23, 2006

ثقافة المدخنين وثقافة المعارضين



يعتبر مجتمع المدخنين من وجهة نظري من أكبر المجتمعات تعاونا وسرعة ألفة ، فهو مجتمع واسع عريض، على امتداد هذا العالم، وبرغم الطبقية التي تسوده بين من يدخنون السكاير العادي او التبغ الفاخر، إلا أنه في مجمله مجتمع متعاون

أي مكان تسافر إليه وتحتاج إلى سيجارة أو إلى دخان فهو متوفر في كل الأماكن، لو امتلكت سيجارة ولم تمتلك ولاعة ما عليه إلا تعليقها على فمك والانتظار لبضع ثوان وأنت تتأمل في أعين الناس فترى أحدهم يأتيك مبتسما وبكل أريحية ليولع سيجارتك، وأكثر من هذا لو احتجت إلى سيجارة فالكثير منهم يتعطف عليك بالسيجارة حبا بلا منة ، برغم غلائها في أوروبا ، إلا أنها تبقى ميزة لكي يحافظ هذا المجتمع على عاداته وتقاليده

وفي السنوات الأخيرة تعرض المجتمع إلى حرب ضروس من قبل الحكومات الغربية، ابتدأت من زيادة فرض الضرائب إلى زيادة الجمارك، بغية في دفع الناس إلى ترك التدخين، لكنهم بقوا ملتزمين بالتدخين، بالرغم من كونه عادة سيئة، إلا أنهم بقوا مخلصين لمبدأهم، ولم يتأثر تعاونهم كثيرا

لكن المعارضة، هل هي مجتمع متعاون وسريع الألفة، المعارضة التي حولت قضيتها من قضية " من يقود الأمة لتحقيق مطالبها" إلى قضية " من يقود الأمة" واحتدم الصراع في هذا فقط، المعارضة التي لا تعرف أن تخرج بخطاب واحد ينبي عن أنها مجتمع متعاون، المعارضة التي تنهار أمام أول منعطف لينكسر تآلفها ، هل لها أن تستفيد من هذا المجتمع المدخن

أنت كمدخن تدخن سيجارة تدخل بها دخانا يدغدغ رئتك بحرارة ونشوة، فتنفثه في الهواء ويكون أجمل مع الهواء البارد، ولكن المعارضة، تستخدم الشعب كسيجارة تدخنه وقتما تشتهي، وتولعه بولاعة "القضايا" ليخرج معها، ولكن ما إن تنتهي من تدخين هذه السيجارة، تستريح لتخرج سيجارة أخرى

والشعب، مسكين أنت يا شعب، فكلما دخنوا فيك ، فأنت لازلت لا تعرف نفسك، أي الماركات أنت، فمرة تدخن على أنك من صنع المارلبورو، ومرة دنهل، وأخرى إل إم،ولكن لازلت لا تعرف نفسك، وليتك تعارض ولو لمرة تكرار التدخين بك، وإصرارك على أن تكون مدخنا ولو مرة واحدة، وتكون السيجارة التي تريد أن تدخنها هي قضيتك، فإما أن تنتشي بها، وإما أن تموت بسببها