الضرطة أي فعل يخرج من الإنسان بدون رغبة منه، حاملا ريحا كريهة وكثيرا أصواتا مميزة تصعب على جميع الآلات التقنية والطبيعية تقليدها، ونادرا ما تحمل بعض الأشياء المقرفة وهذا يقتصر على أوقات المرض
عادة ما يكون خروجها بإرادة حرة ولكنها أمام الناس تكون بدون إرادة
بالأمس وأنا أتجول في مكان عملي لاحظت المدير الكبير يقوم بتحريك سرواله عن مؤخرته وهو يحرك دبته الضخمة جدا أماما وخلفا ، فقلت كم أنه أحمق ومجنون هذا المدير ، ولا عجب فهو من بقايا القوم الحمر الذين تستوردهم بلادنا لأنها تعتقد بأنهم خبراء في شتى العلوم ، المهم مضيت في طريقي وما هي إلا خطوتين وأسمع صوتا أقسم بالله خيل لي أنه خرج من مكبر سماعات بن سلوم، في البدء حاولت أن أشكك في قدراتي السمعية طالبا منها أن تتحقق مما سمعت فليس من المعقول أن يكون مديرنا الكبير يفعلها علنا في الشركة والكل يسمعه ، ولكن هيهات أن تخونني أذني وهي التي طالما وثقت بي ووثقت بها، لقد كان الصوت الذي طالما ألفت سماعه صوت ضرطة قوية اهتزت لها آلة الكوفي ماشين وتعطلت على احسن التقديرات، وأعتقد أن بعض المجاورين لمكان الضرطة قد خنقتهم الرائحة وهم الآن يسعون إلى تقديم طلبات للانتقال من هذا المكان إلى آخر، فأثر الضرطة لدينا مما يصعب التعايش معه
خرجت مسرعا الى مديري اقول له بالقصة وفسر لي بأن هذا الأمر عادي لدى القوم الحمر ولكنه عيب لدينا، استغربت وهيهات ان ارفض معتقداتي الضد ضرطية وانتقل إلى معتقدات مع ضرطية ، وتخيلت بصورة سريعة أن هناك تياران فكريان يتصارعان في المجتمع، تيار يطالب بالحرية بدون حدود، وأن يكون له قرار في كل شيء ، في أن يزني ويشرب الخمر ويتعامل مع الأجنبي ، وقد كانت بداية هذا التيار أن احتقان حصل جراء ممارسات الدولة القمعية لهذا الشعب، وكان هناك جدل حول طرق التعامل مع هذه الدولة، فهناك من صرح بالإنقلاب وأيده واصطدموا أن الجيش ليس فيه منهم إلا القليل فعدلوا عن الفكرة وهناك من قال علينا بالتغلغل ضمن السلطة من أجل التغيير من الداخل ولكن السلطة كانت أذكى فانهار هذا المشروع وهناك من قالوا علينا بالطلب والترجي والاستجداء من السلطة الى ان تحقق مطالبنا فانتفض أحدهم قائلا لا ينبغي أن نذل أنفسنا لأجل شيء هو حقنا ، وارتفع هنا الصراخ بين انصار هذا وأنصار ذاك، فذلك قام يعلنها يجب أن نتحرر كلية من كل التبعات وان نثأر بأنفسنا بدون الحاجة لأحد أن يكون وصيا والآخر قال يجب أن تكون هناك حدود معقولة في التعامل مع السلطة ومع أنفسنا ، وهنا انفجر الأول صاحب نظرية الحرية المطلقة وأخذ يصرخ ويزبد حتى انفجر منه صوت كان قريبا من الضرطة البحرانية القروية ، هيهات أن تنسى نغمتها ونكهتها ، حتى طعمها كان واضحا أنها من مخلفات البقل وليست من مخلفات البيض المفيوح ، كان صوتها واضحا وامتزجت بخطبته النارية التي تطالب بالحرية بدون حدود فعم المكان هدوء ، إلى أن بدأ السعال يخرج من المجتمعين وهمهمات البعض وتمتماتهم، بل غمغماتهم، كلها توحي بالملل من قوة الرائحة وإقراف الصوت الذي بدا واضحا انزعاج البعض منها، فقال أحدهم بصوت جهوري خجول وكأنه اصطاد على صاحب الضرطة عيارة ، ألعن أبوها ضرطة ، وأتبعه الثاني ، حشا هذي مو ضرطة هذي قنبلة ، وأتبعها الثالث الستراوي بلهجة ستراوية قحة وييييييييييييييفففففففففففففففففففففففففففف هدويه هالريحة، ولا ريحة ازفورة عباسوا، وتتوالت التعليقات مما استغلها كبير القوم المجتمعين وحسم الأمر بالقول، لو كان فيك خير ما ضرطت،وهنا أحس صاحب الضرطة بإحراج كبير وقال وهو يحاول أن يكون خشمه لازال مرتفعا،وماذا فيها لو خرج من هذا الذي تسمونه ضرطة، في أوروبا لا مانع من الضراط وأنتم لا زلتم تقيمون الأشخاص حول ضرطاتهم وأنواعها
هنا قام أحدهم وقال هل تريد أن تؤسس مجتمعا حرياتيا بحيث تكون الضرطة مشاعا والجشوة حراما،هل هذا ما أردتم استيراده من المجتمع الغربي،الجشوة بكل ما تحمل من رقة تصبح عيبا، والضرطة بكل ما تحمل من تقزز ورائحة عفنة مشاعا مقبولا، ويبدو أن الفكرة انطلت على صاحبنا الذي صدرت منه الضرطة على غير إرادة منه، فقام على الفور بالدفاع عن حق الناس في كل شيء ومن ضمنه الضراط، فالضراط صفة طبيعية واخفائها قد يسبب مشاكل صحية
عند هذه اللحظة انقلب النقاش وانقسم الحضور بين من يؤيد فعل الضرطة ، وبين من لا يؤيدها وانشغل القوم عن التفكير قضيتهم الاساسية التي اجتمعوا عليها، وأخذ كل فريق يفلسف وجهة نظره، فالمدافعين عن الضرطة ما فتئوا يستدعون موروثاتهم ومعتقداتهم حول الضرطة وعدم وجود حرج في اصدارها، وأولئك استغلوا الطابع العام للمجتمع الذي يرفض الضرطة ، وهكذا انقسم المجتمع وانتشر الجدل بين الجميع بين مؤيد للضرطة وآخر غير مؤيد للضرطة
عادة ما يكون خروجها بإرادة حرة ولكنها أمام الناس تكون بدون إرادة
بالأمس وأنا أتجول في مكان عملي لاحظت المدير الكبير يقوم بتحريك سرواله عن مؤخرته وهو يحرك دبته الضخمة جدا أماما وخلفا ، فقلت كم أنه أحمق ومجنون هذا المدير ، ولا عجب فهو من بقايا القوم الحمر الذين تستوردهم بلادنا لأنها تعتقد بأنهم خبراء في شتى العلوم ، المهم مضيت في طريقي وما هي إلا خطوتين وأسمع صوتا أقسم بالله خيل لي أنه خرج من مكبر سماعات بن سلوم، في البدء حاولت أن أشكك في قدراتي السمعية طالبا منها أن تتحقق مما سمعت فليس من المعقول أن يكون مديرنا الكبير يفعلها علنا في الشركة والكل يسمعه ، ولكن هيهات أن تخونني أذني وهي التي طالما وثقت بي ووثقت بها، لقد كان الصوت الذي طالما ألفت سماعه صوت ضرطة قوية اهتزت لها آلة الكوفي ماشين وتعطلت على احسن التقديرات، وأعتقد أن بعض المجاورين لمكان الضرطة قد خنقتهم الرائحة وهم الآن يسعون إلى تقديم طلبات للانتقال من هذا المكان إلى آخر، فأثر الضرطة لدينا مما يصعب التعايش معه
خرجت مسرعا الى مديري اقول له بالقصة وفسر لي بأن هذا الأمر عادي لدى القوم الحمر ولكنه عيب لدينا، استغربت وهيهات ان ارفض معتقداتي الضد ضرطية وانتقل إلى معتقدات مع ضرطية ، وتخيلت بصورة سريعة أن هناك تياران فكريان يتصارعان في المجتمع، تيار يطالب بالحرية بدون حدود، وأن يكون له قرار في كل شيء ، في أن يزني ويشرب الخمر ويتعامل مع الأجنبي ، وقد كانت بداية هذا التيار أن احتقان حصل جراء ممارسات الدولة القمعية لهذا الشعب، وكان هناك جدل حول طرق التعامل مع هذه الدولة، فهناك من صرح بالإنقلاب وأيده واصطدموا أن الجيش ليس فيه منهم إلا القليل فعدلوا عن الفكرة وهناك من قال علينا بالتغلغل ضمن السلطة من أجل التغيير من الداخل ولكن السلطة كانت أذكى فانهار هذا المشروع وهناك من قالوا علينا بالطلب والترجي والاستجداء من السلطة الى ان تحقق مطالبنا فانتفض أحدهم قائلا لا ينبغي أن نذل أنفسنا لأجل شيء هو حقنا ، وارتفع هنا الصراخ بين انصار هذا وأنصار ذاك، فذلك قام يعلنها يجب أن نتحرر كلية من كل التبعات وان نثأر بأنفسنا بدون الحاجة لأحد أن يكون وصيا والآخر قال يجب أن تكون هناك حدود معقولة في التعامل مع السلطة ومع أنفسنا ، وهنا انفجر الأول صاحب نظرية الحرية المطلقة وأخذ يصرخ ويزبد حتى انفجر منه صوت كان قريبا من الضرطة البحرانية القروية ، هيهات أن تنسى نغمتها ونكهتها ، حتى طعمها كان واضحا أنها من مخلفات البقل وليست من مخلفات البيض المفيوح ، كان صوتها واضحا وامتزجت بخطبته النارية التي تطالب بالحرية بدون حدود فعم المكان هدوء ، إلى أن بدأ السعال يخرج من المجتمعين وهمهمات البعض وتمتماتهم، بل غمغماتهم، كلها توحي بالملل من قوة الرائحة وإقراف الصوت الذي بدا واضحا انزعاج البعض منها، فقال أحدهم بصوت جهوري خجول وكأنه اصطاد على صاحب الضرطة عيارة ، ألعن أبوها ضرطة ، وأتبعه الثاني ، حشا هذي مو ضرطة هذي قنبلة ، وأتبعها الثالث الستراوي بلهجة ستراوية قحة وييييييييييييييفففففففففففففففففففففففففففف هدويه هالريحة، ولا ريحة ازفورة عباسوا، وتتوالت التعليقات مما استغلها كبير القوم المجتمعين وحسم الأمر بالقول، لو كان فيك خير ما ضرطت،وهنا أحس صاحب الضرطة بإحراج كبير وقال وهو يحاول أن يكون خشمه لازال مرتفعا،وماذا فيها لو خرج من هذا الذي تسمونه ضرطة، في أوروبا لا مانع من الضراط وأنتم لا زلتم تقيمون الأشخاص حول ضرطاتهم وأنواعها
هنا قام أحدهم وقال هل تريد أن تؤسس مجتمعا حرياتيا بحيث تكون الضرطة مشاعا والجشوة حراما،هل هذا ما أردتم استيراده من المجتمع الغربي،الجشوة بكل ما تحمل من رقة تصبح عيبا، والضرطة بكل ما تحمل من تقزز ورائحة عفنة مشاعا مقبولا، ويبدو أن الفكرة انطلت على صاحبنا الذي صدرت منه الضرطة على غير إرادة منه، فقام على الفور بالدفاع عن حق الناس في كل شيء ومن ضمنه الضراط، فالضراط صفة طبيعية واخفائها قد يسبب مشاكل صحية
عند هذه اللحظة انقلب النقاش وانقسم الحضور بين من يؤيد فعل الضرطة ، وبين من لا يؤيدها وانشغل القوم عن التفكير قضيتهم الاساسية التي اجتمعوا عليها، وأخذ كل فريق يفلسف وجهة نظره، فالمدافعين عن الضرطة ما فتئوا يستدعون موروثاتهم ومعتقداتهم حول الضرطة وعدم وجود حرج في اصدارها، وأولئك استغلوا الطابع العام للمجتمع الذي يرفض الضرطة ، وهكذا انقسم المجتمع وانتشر الجدل بين الجميع بين مؤيد للضرطة وآخر غير مؤيد للضرطة
وتم تأليف الرسائل والكتب ، فجماعة المؤيدين للضرطة ألفوا كثيرا من الرسائل في ذلك منها حق الضرطة وحريتها، غاية المرام في حقوق ضرطة الأنام، لا تقلوا ضرطتنا ، المشاكل الصحية الناجمة عن كبت الضرطة اليومية وآخر ما تم تأليفه هو كتاب عن نوادر الضراط والمضرطين
وعلى الطرف الآخر قام الفريق المعارض للضرطة بكتابة رسائل للرد على تلك الرسائل منها ، عيوب الفكر الضرطي، وجه الشبه بين الإلحاد والضرطية، المفلسون كالمضارطين ، ضرطة عادل العالي ، كشف القناع عن بدعة الضرطة
وانشغل الفريقان كل يرد على الآخر ، وبعد ان تمركز فكر كل جماعة بين مؤيد للضرطة ومعارض لها ، تبلور فكر سياسي جديد لكل تيار ويرد على التيار الآخر بنفس الأدبيات التي يستخدمها سلفه ، فاستدل جماعة المضارطين على حقوق الأمة بحقها في الضراط واصبحت لفظة الضراط مقدسة لدرجة أن أدبياتهم كانت تذيل دائما بعبارة "البداية كانت ضرطة" والآخرون كانت أدبياتهم أيضا تذيل بعبارة "البداية كانت ضرطة" بينما كل فريق يأخذ منحاه في تفسيرها وبلورة آرائه السياسية حولها
الغريب أن الفريقان كانا يختصمان فيما بينهما حول أيهما له الحق في معارضة السلطة ، ولكنهما دائما يلجآن لها ،
انتهى الأمر الى صراع مرير بين التيارين وانجرارهما الى مواجهة بعضهما
نكمل لكم لاحقا أثر الضرطة في المجتمع
7 comments:
This is sooooooooooo funy
I never thought this can happen
أستاذي الفاضل علي عبد الإمام ،
ما كتبت أجبرني على أن يراني من حولي ثملة ونشوانة من كثر ما ضحكت فأرتفعت صيحاتي لخارج الدار !
لا اعلم ألطرافة السطور الأولى أم لتناسب و أنسجام المقال وبالتحديد ( الضرطة ) مع مجتمعنا البحراني !!
بأنتظار التتمة
بوركت
Thank you Ali for you kind words and support.
I really appreciate it.
In other matters, I have just stumbled across this and am not happy to be labelled as anti-Muslim but a bunch of anonymous fanatics.
Islam doesn't give them the right to do that and as a Muslim, I have the right to defend myself and my reputation against such slander.
Please investigate it because I too am starting to get intolerant in the face of such cheap name calling tactics.
http://bahonline2.cjb.net/archive/index.php?t-99898.html
Amira Al Hussaini
شكرا لكم جميعا على تواصلكم معي واعذروني على ما يسميه البعض قبح قلمي، واسميه طريقة أخرى في لقلم جديد قد يكون قبيحا في كلماته ولكنه جميل في معانيه
الأخت أميرة الحسيني
أنا أيضا لا أميل إلى احتكار الحقيقة وتوزيع صكوك المعرفة والقداسة، فكل له الحق في أن يعتقد، وله الحق في طريقة فهمه لكثير من الامور، وله الحق في طريقة تعبده، ولكنه المجتمع الذي أنا بصدد دراسته، هو من ينتج لنا هذه النماذج
شكرا, و مع ان الموضوع في غلاف هزلي الا انه يشمل عدة مواضيع قوية... و نتمنى قرائة المزيد من مقالاتك في المستقبل القريب
الحقيقه ضرطه تستااااهل انفـك ..!
ويلييي ع الضرطه
بصراحه شدختنيي بالموضووع بلاوويي
وانا اقول اضرط وسمعني ولا تفسي وتخدعني
سلام
Post a Comment