اليوم وصلتني رسالة من السجين المدون عبدالله محسن، يتكلم فيها عن ظروف اعتقالهم، وظروف معاناتهم، يتكلم بما لا أستطيع تبيانه الآن، ولعل الأيام تفرج عنه، وتجعله يحكي بعضا من مآسينا الاجتماعية في هذه الأمة المعارضة، بعيدا عن مآسينا مع النظام والسلطة، يتحدث فيها بشجاعة غير النادم على سلوك خطه، الواثق بالفرج للأمة ، الحزين كثيرا كثيرا على وضع المعارضة ، حين يرى أصدقائه تبدلوا، والعيون اختلفت عن ما كانت عليه، من عيون تراقب العدو، إلى عيون تراقب الصديق، يحكي عن صبر، أتعبني أن أستمع إليه، أو أتخيله، فكيف بحالك يا صديقي وأنت رهين المحبس تكابد ما كتبت لي، وتعاني ما لم تقله لي، عذرا يا صديقي، فهم هم، لم يتغيروا، ونحن نحن لم نتغير
أستذكر في هذه العجالة موقفا قد يشرح للبعض كيف كنا، منذ القديم، منذ أن تعارفنا قبل أكثر من 12 عاما، كان يدرس في ألمانيا، وأنا في البحرين ، جاء الميثاق، جاء جنون التوقيع، قد غيّبوا العقول، وصفقوا للمجهول، ولكنك امتلكت شجاعة وأنت في ألمانيا، وكتبت رسالة إلى الجمري – يرحمه الله- تعترض على القرار متخذا قرارك الخاص بك، بأنك ذاهب مسافة كبيرة للسفارة للتوقيع بلا، نشرت هذه الرسالة في هجر، عارضوك كثيرون، ولكنك أصريت، وحينها طلبت منك أن تضع إسمي مع اسمك في تلك الرسالة التي كنت سترسلها بالفاكس لمكتب الجمري، ولا أعلم إن كان بيت الجمري لا زال يحتفظ بها أم لا
كنت ثابتا، صامدا، وأثبتت الأيام أن قرارك هو الصائب، وجنونهم كان المخطئ ، الواقع أثبت صوابك، وصبرت، والواقع أثبت خطأهم، فكابروا، فمنذ ذلك الوقت وأنت أنت، وصدقني ، منذ ذلك الوقت هم أنفسهم هم.
بعد كل هذا ، يا صديقي، يتعبني صبرك الذي أجزم قاطعا لو كنت مكانك لعلي لم أتمكن من أن أصبر صبرك، وأن أحذو حذوك، هو امتحان إنساني نجحت فيه، وفشلوا فيه
الكلمة التي أستطيع أن أقولها لك، مذكرا أولئك الذين كتبوها في أول بيان لهم بعد نزولهم مدينة الضباب، هم تغيروا عنها، وأدعو الله أن لا تتغير عنها
هي آية من القرآن يا صديقي
"إن كنتم تألمون فإنهم يألمون كما تألمون، وترجون من الله ما لا يرجون"
1 comment:
سلاااااااام
في اعتقاد لا اعلم اصوله بالتحديد او ان كان صح او خطأ
بالنسبة لي ما يهم , ما يهم هو رمزية هذا الأعتقاد
لما ييجي احد يبني بيت فلابد ان يسفك الدماء على الأرض قبل ان يبنيها طابق او طوابق
لابد من تضحية
والوطن كذلك اقصد به وطن الحرية وطن المساواة وطن العدالة وطن الإنسانية وليس وطن الأحوال الشخصية والصفقات
هو ثمن لابد من دفعه , لابد من تضحية لابد من تعميد بالدماء
شيء ثاني
اكتشفت انه اللحظة التي ييأس فيها فريق كرة القدم تعني لحظة الهزيمة
وعندما يمتلك الفريق اي فريق الإصرار والعزيمة والتفاؤل هو قادر على التغيير وقلب النتيجة مهما كانت حجم خسائره حتى لو كانت اربعة صفر ممكن ان يقلبها ستة أربعة ..
الحكاية حكاية إرادت فطالما بقيت الإرادة فهو منتصر منتصر في النهاية مهما كان حجم الخسائر الحالية
عبدالله محسن بإرادته وتفاؤله هو المنتصر ونحن نتصر به ومعه ..
مع السلامة
Post a Comment