في أول سؤال وجهه لي رئيس النيابة
لماذا قمت بهذا؟
فأجبته "حب الوطن"
فسألني وهل من يحب الوطن يفعل هكذا
فأجبته " هناك عدة صور لحب الوطن ولخدمة الوطن، ومن يرتضي صورة يعلم بأن هناك صور أخرى تستحق أيضا أن تكون موجودة
فسألني هل تتقاضى أجرا على هذا
فقلت له " حب الوطن لا يحتاج إلى أجرة"
التحقيق الذي جرى معي منذ البداية كان واضحا أنه لم يكن تحقيقا عاديا، بل كان يحظى باهتمام لدى الدولة، خصوصا وأن التحقيق كان يجري في مكتب رئيس النيابة المصري الجنسية بمساعدة وكيل النيابة البحراني الجنسية
استمرت الجلسة الاولى أكثر من أربع ساعات من الاسئلة والجلسة الثانية اكثر من ست ساعات والجلسة الثالثة ما يقارب الخمس ساعات كلها ليسألوني في وطنيتي ومن الطريف أن من يدير مسائلة وطنيتي هو مصري الجنسية
في زمن يراد لمن يحب وطنه أن يحبه بصورة واحدة، وفي وطن يراد لخدمته أن تكون بطريقة واحدة، في وطن تختلف فيه المفاهيم، وفي زمن أصبح الحق باطلا والباطل حقا، في زمن المتناقضات عندما يلتقي مع وطن المتناقضين يصبح الشكل العام هو هذا
أحببت وطني منذ الصغر ، وكنت أسعى لخدمته بشتى السبل ، فلست من دعاة الهدم ولا من دعاة النقد، بل من دعاة الحوار وبناء الوطن، لكن من لا يعجبه تنوع الصور لا يريد إلا أن تكون صورته، هي سمة للمجتمعات الشرقية التي ورثتها من الطبائع البائدة والتي لا تتناسب مع هذا الزمن المختلف في ثقافاته
أحكي باختصار قصتي مع اعتقال دام ستة عشر يوما احتسبها عند الله سبحانه وتعالى واحفظها في ملف لا يغادر كبيرة ولا صغيرة إلا أحصاها عند مليك مقتدر
اتصل بي أهلي وأخبروني أن اختي في النيابة وهم يطلبونك ففهمت أن استدعاء اختي كرهينة ليس إلا فذهبت منذ الثانية والنصف ظهرا ننتظر أن ينتهي المحقق من قضية أخرى ليتفرغ لنا، ولم يتفرغ من التحقيق في تلك القضية إلا عند السابعة تقريبا وبدأ مع أختي إلى حوالي الثامنة وكل جريمتها ان رقم هاتف قديم كنت استخدمه قبل اكثر من سنة هو باسمها ، ورأيت فيما بعد أن الوثيقة التي استخدموها ضد أختي منتهية الصلاحية منذ نوفمبر الماضي وكان الاستدعاء في فبراير نهايته فيا عجبي من دقة المعلومات
انتهى التحقيق مع اختي وابتدأ معي من الثامنة حتى الثانية عشر كان تحقيقا شديدا ، لم يكن التحقيق لمعرفة ما إذا كنت مذنبا أم لا ، بل كان لأجل أن يلصقوا التهمة بي أيا كانت
لم انكر مسؤوليتي الكاملة عن الموقع بل أثبتها، أروني مواضيع قليلة فقط زعموا أنها موجودة في الموقع ولم اعلم فنفيت مسؤوليتي عنها بعد ذلك أتى القرار بإيقافي خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق وذهبت الى السجن الملعون
في أول دخول لي إلى السجن كنت أتوقع الأسوأ ، سجن به نخبة من أرباب السوابق والمجرمين ، فقلت صبرا وأصبرت نفسي، الجمدلله كان معي خيرة شباب اعتصام الحافلات وكان عددهم سبعة، لم يكونوا من تلك النخبة ولكن الافراج عنهم تم بعد اسبوع
في اليوم التالي تم استدعائي من أجل الاستدلال على حسين يوسف وسيد محمد الموسوي ، لم أكن أعرف عناوينهم فقام باجراء عدة اتصالات إلى ان استدل على عناوينهم وارسل إليهم طلبا في حضورهم لاستلام احضاريات، ولكن تم احتجازهم في نفس الليلة ، ولله الحمد كانوا معي في نفس الزنزانة
في اليوم الثالث من الاعتقال تم استدعائي الى النيابة مع حسين والموسوي وابتدأ التحقيق منذ الحادية عشر ظهرا إلى حوالي الثامنة والنصف مساءا ، لم يكن التحقيق بغية التعرف على الحقيقة وما إن كنا مذنبين ام لا، فقد كان واضح أن التحقيق بغرض تلبيسنا التهمة، وتم حبس رفيقي لمدة خمسة عشر يوما لنعود بعدها إلى السجن ونحن نتابع الامور على أحر من الجمر
لماذا قمت بهذا؟
فأجبته "حب الوطن"
فسألني وهل من يحب الوطن يفعل هكذا
فأجبته " هناك عدة صور لحب الوطن ولخدمة الوطن، ومن يرتضي صورة يعلم بأن هناك صور أخرى تستحق أيضا أن تكون موجودة
فسألني هل تتقاضى أجرا على هذا
فقلت له " حب الوطن لا يحتاج إلى أجرة"
التحقيق الذي جرى معي منذ البداية كان واضحا أنه لم يكن تحقيقا عاديا، بل كان يحظى باهتمام لدى الدولة، خصوصا وأن التحقيق كان يجري في مكتب رئيس النيابة المصري الجنسية بمساعدة وكيل النيابة البحراني الجنسية
استمرت الجلسة الاولى أكثر من أربع ساعات من الاسئلة والجلسة الثانية اكثر من ست ساعات والجلسة الثالثة ما يقارب الخمس ساعات كلها ليسألوني في وطنيتي ومن الطريف أن من يدير مسائلة وطنيتي هو مصري الجنسية
في زمن يراد لمن يحب وطنه أن يحبه بصورة واحدة، وفي وطن يراد لخدمته أن تكون بطريقة واحدة، في وطن تختلف فيه المفاهيم، وفي زمن أصبح الحق باطلا والباطل حقا، في زمن المتناقضات عندما يلتقي مع وطن المتناقضين يصبح الشكل العام هو هذا
أحببت وطني منذ الصغر ، وكنت أسعى لخدمته بشتى السبل ، فلست من دعاة الهدم ولا من دعاة النقد، بل من دعاة الحوار وبناء الوطن، لكن من لا يعجبه تنوع الصور لا يريد إلا أن تكون صورته، هي سمة للمجتمعات الشرقية التي ورثتها من الطبائع البائدة والتي لا تتناسب مع هذا الزمن المختلف في ثقافاته
أحكي باختصار قصتي مع اعتقال دام ستة عشر يوما احتسبها عند الله سبحانه وتعالى واحفظها في ملف لا يغادر كبيرة ولا صغيرة إلا أحصاها عند مليك مقتدر
اتصل بي أهلي وأخبروني أن اختي في النيابة وهم يطلبونك ففهمت أن استدعاء اختي كرهينة ليس إلا فذهبت منذ الثانية والنصف ظهرا ننتظر أن ينتهي المحقق من قضية أخرى ليتفرغ لنا، ولم يتفرغ من التحقيق في تلك القضية إلا عند السابعة تقريبا وبدأ مع أختي إلى حوالي الثامنة وكل جريمتها ان رقم هاتف قديم كنت استخدمه قبل اكثر من سنة هو باسمها ، ورأيت فيما بعد أن الوثيقة التي استخدموها ضد أختي منتهية الصلاحية منذ نوفمبر الماضي وكان الاستدعاء في فبراير نهايته فيا عجبي من دقة المعلومات
انتهى التحقيق مع اختي وابتدأ معي من الثامنة حتى الثانية عشر كان تحقيقا شديدا ، لم يكن التحقيق لمعرفة ما إذا كنت مذنبا أم لا ، بل كان لأجل أن يلصقوا التهمة بي أيا كانت
لم انكر مسؤوليتي الكاملة عن الموقع بل أثبتها، أروني مواضيع قليلة فقط زعموا أنها موجودة في الموقع ولم اعلم فنفيت مسؤوليتي عنها بعد ذلك أتى القرار بإيقافي خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق وذهبت الى السجن الملعون
في أول دخول لي إلى السجن كنت أتوقع الأسوأ ، سجن به نخبة من أرباب السوابق والمجرمين ، فقلت صبرا وأصبرت نفسي، الجمدلله كان معي خيرة شباب اعتصام الحافلات وكان عددهم سبعة، لم يكونوا من تلك النخبة ولكن الافراج عنهم تم بعد اسبوع
في اليوم التالي تم استدعائي من أجل الاستدلال على حسين يوسف وسيد محمد الموسوي ، لم أكن أعرف عناوينهم فقام باجراء عدة اتصالات إلى ان استدل على عناوينهم وارسل إليهم طلبا في حضورهم لاستلام احضاريات، ولكن تم احتجازهم في نفس الليلة ، ولله الحمد كانوا معي في نفس الزنزانة
في اليوم الثالث من الاعتقال تم استدعائي الى النيابة مع حسين والموسوي وابتدأ التحقيق منذ الحادية عشر ظهرا إلى حوالي الثامنة والنصف مساءا ، لم يكن التحقيق بغية التعرف على الحقيقة وما إن كنا مذنبين ام لا، فقد كان واضح أن التحقيق بغرض تلبيسنا التهمة، وتم حبس رفيقي لمدة خمسة عشر يوما لنعود بعدها إلى السجن ونحن نتابع الامور على أحر من الجمر
الزيارات اليومية التي كان يقوم بها الأهل كانت تساعدنا في معرفة الأخبار، لن أدخل في التفاصيل بقر ما أني اريد العموميات، كان وضعنا في السجن سيئا ، فهناك الصراصير والزبالة والمجرمني معنا، لكننا عشنا عالمنا لوحدنا، نحن الثلاثة، لم نكن نخرج من الغرفة كثيرا، خمسة عشر يوما أمضيناها في التفكّر والتحليل ، ومتابعة المستجدات، ومحاولة التواصل مع الخارج بغية معرفة تفاصيل أكثر
قبل ليلة من اعتصام المعارض لاحظنا ربكة كبيرة في المركز وقوات شغب تتحرك ، وفي نفس اليوم بعثنا برسالة الى مدير التوقيف مطالبين بنقلنا من هذا السجن وكان مما قلته فيها
أننا اختلفنا في حب الوطن ولم نختلف على الوطن
استدعانا بعدها راشد المريخي ليخبرنا بأنه لا يستطيع نقلنا وأننا سنبقى هنا
بعدها بيوم علمنا أن الصليب الاحمر بعث برسالة الى المركز اضافة الى الوفاق واللجنة مما حدا بعيسى القطان وهو مسئول المركز الى استدعائنا وقال لنا سنحاول نقلكم
ولكن تم الغاء أمر النقل لأن في نفس الليلة كان هناك اعتصام شارع المعارض والذي احسست بالربكة واضحة لدى المركز لا يعرفون كيف يتصرفون خصوصا بعض الضباط السكارى ، مما أدى إلى ايقاف اربعة سرعان ما تم الافراج عنهم بعد تفاهم مع اللجنة وكان موقف الاعتصام جميلا
كان الاعتصام أول هزة كبير تتعرض لها الدولة بعد اعتقالنا اعقبه بيان نقابة الصحفيين الامريكية ، يوم الاحد الذي تلاه كان موعدي مع مع النيابة
ذهبت الى الكفراوي وهو قاضي التجديد وكان هناك مصور الجزيرة فقام بتصويري وانا مصفد اليدين بجانب والدي ، ثم اخبرونا بالذهاب الى النيابة لان الملف طلبه رئيس النيابة
وبعد فترة اخبروني بانهم سحبوا اوراق التجديد وبعثوا على زميلي يستدعونهم من التوقيف
واخبرونا احتمال 70 % افراج ولكن لم اصدق
بدأ التحقيق مرة اخرى وانتهى على أن ندفع كفالة قدرها 1000 دينار او تجديد لمدة 15 يوما ، فرفضنا الدفع وعدنا وكانت وسائل الإعلام قد تناولت أخبار اضرابنا
في المغرب تم استدعائي من قبل راشد المريخي واخبرني باني لست في عهدة الداخلية واني في حكم المفرج عني شريطة ان ادفع الكفالة فرفضت واخبرته انني اعتقد انني مظلوم وان على النيابة ان تدفع الكفالة وكان هذا في وجود اثنين من الضباط لم أعرفهم
بعدها تم استدعاء الاخوة الباقين وتم اخبارهم بنفس المسالة وكانت اجوبتهم متطابقة
بعدها تم استدعاء سيد الموسوي وجعلوه يوقع على الامانات وطلبوا منه جلب حاجياته ، فأتاني وهو يقول لا اعرف إلى اين يريدون أن يأخذوني فأخبرته بأن يطلب الاتصال بالمحامي ولما أخبرهم قالوا له لقد طلبتم نقلكم ونحن ننقلكم الآن فقلت له ننتقل جميعا فقال حسنا فقمنا بلملمة حاجياتنا وانتقلنا الى الموكب
كان هناك ضباط كثيرون وراينا كيف أن الشرطة يتراجفون خوفا في الحورة
وصلنا الحوض الجاف وقالوا ندعكم كل في حجرة فرفضت ذلك وقلت جميعنا في غرفة فوافقوا وطلبت الاتصال لاخبر الأهل بآخر التفاصيل وجرى الاتصال بعد شجار مع ضابط اسمه عيسى النعيمي وكانت لغته فظة
بعدها بيوم تمت زيارة لي وقالوا لي ان اوقع على ان الزيارة قد تمت فرفضت وبعد شجار قلت لهم اتصلوا بالمحامي وليؤخذ رأيه فرفض المحامي التوقيع
بعدها بالليل تم استدعائنا واخذنا الى قيادة المحرق ومن هناك اخبرونا ان المحامي سيأتي لاستلامنا هناك تفاصيل سنعود إليها لاحقا
المهم أني كنت دائما اوصي الاخوان بأن المسألة تحتاج الى نفس طويل وصبر والحمدلله
No comments:
Post a Comment