ونحن قريبين من انتهاء دورة البرلمان الحالية الثالثة هناك تعمد من الدولة في استصدار قوانين مقيّدة للحرية وبصورة واضحة ومكشوفة لكل من خبر الدولة وعرف كيف تلاعبها بالقوانينـ، فهي الوحيدة المخولة بصياغة القوانين، وهي الوحيدة المخولة بتنفيذها، وهي الوحيدة المخولة بمراقبة أدائها، فلحد الآن لا يوجد لدينا قضاء مستقل نستطيع أن نلجأ إليه في عند حاجتنا إلى التقاضي مع الدولة - خصوصا الداخلية- وتسوى الأمور بطريقة منصفة
وإصرار الدولة في استصدار القوانين في هذه الفترة قد يحمل اكثر من رسالة، من ضمنها أن الصبر قد نفذ وانها اكتشفت انها غير قابلة للتأقلم أكثر مع أجواء الانفتاح وهذا ما عبرت عنه احدى الصحفيات في مقالها حين قالت بما معناه ان قوات الداخلية لم تتعود بعد على تغيير العقلية من امن الدولة الى عهد الاصلاح، ومن ضمن الرسائل للمعارضة ، قاطعتم ، حسنا سنصدر القوانين ونطبقها عليكم ولتبقوا مقاطعين، وقد يضغط هذا من أجل المشاركة في الانتخابات المقبلة
أمام هذه المعطيات لعل فكرة حل الوفاق يجب أن تطرح من جديد على السطح امام التعمد في اصدار قانون الجمعيات ، فالوفاق حاليا تعمل دور الشرطي الشعبي بصورة او بأخرى من اجل تهدئة او تأجيل انفجار الشارع، وعليه طالما ان الدولة لا تريد التعامل بحرية مع الجمعيات التي تبذل دورا كبيرا في الحفاظ على الشارع من التدهور، وطالما هي تضغط عليها وتحارب قيمتها الرمزية ، الدولة تتعمد في استضراط الجميع من معارضة ونواب كما عبر الشيخ علي سلمان، اذا الدولة لا يعجبها هذا الدور الذي تقوم به الجمعيات السياسية ، فلا أقل من تعلن الوفاق حل نفسها
كنت سابقا ضد حل الوفاق وضد الرجوع الى التعامل مع الشارع برمزيات شخصية، ولازلت اعتقد ان ذلك قد يكون بلاءا اكثر منه اريحية للناس ، فعدم وجود صفوف ثانية فضلا عن الثالثة يخيفني بالنسبة للشارع مستقبلا
لكن اعتقد ان الوضع حاليا يستدعي حل الوفاق ، وتوصل من خلاله رسالة، إننا حاولنا سابقا ان نعمل وانتم لا تريدون ، تفضلوا وتعاملوا مع الشارع برمزياته التي لن تكون لكم مرجعية واحدة تتعاملون معها
يجب على الدولة أن تحمد نفسها فأداء الوفاق لازال سيئا جدا خصوصا في طريقة التعامل مع الشارع والتفاعل معه ومعالجة قضاياه، حتى بدأت الملفات تخرج الى اللجان ومسألة تحجيم دورها في تصريحات الشيخ علي سلمان الأخيرة قد لا يؤدي الى النتيجة المرجوة
إن كل ما اخشاه ان تتحول الوفاق الى ارث مقدس يجب الدفاع عنه ولو ادى الى تقديم تنازل تلو التنازل وكل ما اخشاه ان يتحول مبنى الوفاق الى قيد تخاف من خلاله الإدارة ان تحل وان تصادر اموالها وعليه تصبح الوفاق مطية سهلة بالنسبة للدولة وقوانينها